قضايا

حوت إسبانيا لا يفطر في رمضان مثل خلع الحجاب وشبك الأيادي في باريس

عبد العزيز المنيعي

نكتة حكيت لنا في الثمانينيات، عن مغربي "كلا رمضان" في إسبانيا، وبالضبط "حك ديال الحوت"، عندما سئل عن معصية الإفطار في رمضان، اجاب أن "حوت سبليون" لا يفطر. عندها أضحكتنا النكتة، لإعتبارات عديدة.

اليوم تتكرر حكاية "حوت الصبليون" بطريقة اخرى، معاكسة إن صح التعبير، بدأت مع السيد يتيم في باريس وفي رمضان، حيث شبكت الأيادي ونبض القلب في عاصمة العشق، ولا مجال لنقول أن الحب في باريس حرام، أو في غيرها من عواصم العالم... الحب حلال حلال حلال..

تتمت القصة مع النائبة امنة ماء العينين، التي تناولت "حوت فرنسا"، وخلعت الحجاب وهو حقها لا جدال في ذلك، لكننا امام واقعة "حجابي عفتي"، وخطب لا عدد ولا حصر لها، ونواهي الحياة الشرعية، ونواقض النقاء الروحي، نحن امام مرجع في تكشير الانياب، امام كل مواطنة مخالفة لشرع الله، وامام كل فاسق يبيت الخديعة لأخته في الإسلام. نحن امام ترسانة كبيرة جدا من الخطوط الحمراء، التي لا يجوز بأي حال من الاحوال تجاوزها، أو عصيان مقدساتها ومنها بكل تأكيد الحجاب، وما أدراك ما الحجاب..

إذا ونحن نمر من قرن إلى قرن أخر، تعيش نكتة "حوت الصبليون"، وتنتعش من جديد، ويفطر من لاحقوا أصحاب السفور و أكلة رمضان، اليوم على "مولان روج"، وما جاورها من مواقع تاريخية للبذخ العاطفي عبر العالم.

بمعنى أن ما قيل سابقا وما يقال حاليا و سيقال لاحقا، هو مجرد ضرب للدفوف، ومحاولة موازنة نغمة الخاص مع العام، ومواصلة التستر وراء حجاب فعلي، من أجل قضاء غرض حياتي معيشي يمكن صاحبه من الإستقرار المادي والمعنوي، امام الخلق، اما امام الخالق فتلك حكاية أخرى..

 أشد ما يؤسف له، تلك الجحافل من المدافعين و"المسنطحين" الذين يدخلون في حائط الحقيقة برؤوسهم العارية، دون قبعة واقية، هم يعيشون الوهم بأن حجاب مولان روج، لعبت به السياسة و المؤامرات، لعبت به أعاصير الدسائس، لكن الحقيقة ان أعاصير المقاهي هي التي لعبت به، ونبضات القلب التي لا تشاور، كما قالوا في العيطة "الهوا ما يشاور"..