رأي

إدريس الروخ: لماذا يتسابق المغاربة لخرق قانون السير؟

ما الذي يجعل بعض سائقي السيارات على اختلاف مستواياتهم التفافية والاجتماعية والاقتصادية ... أن لا يحترموا علامات التوقف وإشارة سطوب والضوء الأحمر وباقي الإشارات الاخرى ... ما الذي يدفعهم للمخاطرة بحياتهم وحياة من معهم و يعرضون حياة الاخرين للموت والدمار بسبب سرعة زائدة وتهور احمق ونرفزة غير مبررة ..

ما الذي يجعلهم يتزاحمون في الطرقات يحدثون ضجيجا وصراخا وعويلا كانهم في غابة مهجورة ... يتلاسنون ويتكالبون ويضربون قانون الطرق وقانون السير واخلاق الشارع واخلاق المجتمع ... وكل اعراف التعامل البشري عرض الحائط ...

يتسابقون على من يحرق الضوء الأحمر اولا ومن يكسر علامة قف ثانيا ومن يتسلل في طريق ممنوع ثالتا كما لو كانوا في سباق للسيارات السريعة في حلبة مغلقة... همهم في ذلك ان يشبعوا نزوات تخلفهم وان يتلذذوا بكسر القوانين والفرار في الشوارع امام الاخرين... شكلهم في ذلك شكل المجرمين واللصوص وقطاع الطرق ..

فما الذي يدفعهم لارتكاب هذه الحماقات ؟؟؟

هل لقمة العيش والجري وراء زبون ؟

هل تاخير عن عمل او موعد مع حبيبة؟؟

هل هو الوصول مبكرا للبيت والجلوس امام التلفاز لمشاهدة احداث حريم السلطان؟؟

ام لقاء البارصا والريال؟؟

ام مخافة ان تبرد قهوة المساء في احد مقاهي المعاريف وشارع المسيرة ؟

او عشاء بصحبة او بغيرها في احد مطاعم عين الدياب؟

ما الذي يجعل سائقينا يخاطرون بحياتهم من اجل لحظات لا تدوم .. فالحياة غالية يجب العناية بها والسياقة مسؤوليتنا جميعا وقانون السير هو اولا من اجل سلامتنا وسلامة مجتمعنا فلن أذكى لنحب الحياة

وليكن سلوكنا على قدر تربيتنا

انما الامم الأخلاق ما بقيت

فان هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا