فن وإعلام

رشيدة الانصاري... كاتبة مهاجرة مغربية تجمع ذاكرتها في حقائب وتصدر رواية

كفى بريس: (متابعة)

ذاكرة الحقائب"، هو عنوان الرواية التي أصدرتها الكاتبة المغربية المهاجرة رشيدة الانصاري الزاكي، عن منشورات "نيوزيس" بفرنسا.

الرواية الواقعة في 435 صفحة من القطع المتوسط، تحمل القارئ إلى عوالم شديدة الخصوصية، وتغوص به في تفاصيل اكثر اللحظات حميمية، ممزوجة بشغف الفرح، ومنكسة بسواد الحزن.

الرواية التي صدرت قبل أشهر، طافت على عدد من المنتديات في اوروبا و دول عربية منها تونس، حيث إحتفى بها زملاؤها الكتبة والروائيون، ووقعت نسخا بصمت من خلالها لحظة خروج روائية جديدة إلى الوجود.

بلاغة الرواية من بلاغة تفاصيل السرد اليومي، ومحكيات المعيش الذي تجولت خلاله الكاتبة رشيدة في دروب الحياة، وخبرت مشتقات الحلم على ضفاف سفر طويل.

تقول في مقطع من "ذاكرة الحقائب":

‏"ها أنا بين الأمس واليوم واللاغد!

تأكدت بعد لَأْيٍ، أنني ‏ضللت الطريق في منعرج شهوتي. كنت أمشي على رأسي، وعمري المقلوب هارب مني كظل خائف، يبحث عن مظلة يتوارى بها من حرقة الشمس داخل حلبة الموت. توقف الزمن حينها، ليتركني على رصيف الهلع، أشيح بوجهي خلف ستائر الغياب، أبكي وحدي، بعيدا عن فضول الراحلين، وثرثرة المتشدقين.

‏ أجنحة مكسورة لطير جريح، كنت أعلمه حرفة النسيان، بعد أن رقص رقصته الأخيرة على ترانيم الوجع الأبدي!

‏ لحن شارد، تعزفه أنامل مبتورة، لم تتمرن بعد على نظام العزف النشاز!

‏ تسيل دموعي على أوتار مقطعة لكمنجة قديمة. تخرج منها نغمات حزينة، تتيه فيها البوصلة لتحط على كتف التاريخ، فيسطرها رواية... من ألف حكاية لماض سحيق!"