رأي

عثمان أشقرا: لن أهنئ السيد الرئيس

انتهى المهرجان وأهنئ الفائزين والمنوه بهم (خاصة الصديقين سلمى بركاش ومحمد زين الدين) ولن أهنئ السيد الرئيس لسببين:
الأول: لم يشكل المهرجان أي حدث ثقافي أو سينمائي في المدينة المنعقد بها فضلا عن الوطن أو القارة التي يدعي تمثيلها سينمائيا.
الثاني: تعميق الشرخ بين "الشلة" المسيرة للمهرجان ونخبة وجمهور ليس فقط في مدينة خريبكة المنعقد بها المهرجان، ولكن في المغرب ككل: ممثلو مهرجانات وطنية كبرى (من تطوان إلى الرباط إلى ورزازات) لم يحضروا فضلا عن نقاد ومخرجين وممثلين بارزين لم يحضروا لأن الدعوة لم توجه لهم أصلا بحكم أنهم مسجلين في اللائحة السوداء للسيد الرئيس. ولن يحضروا ابدا ويستفيد منه المهرجان مقابل الحضور الباهت للأتباع واللحاسين المشكلين لحاشية السيد الرئيس (أستثني بالطبع السينيفيليين الأصلاء وهم معروفون) . وهنا أقول لك يالسي نور الدين، مفتش الفلسفة المعارض زمن الهجوم على الفلسفة في مغرب الستينيات، والسينيفيلي المناضل مؤسس جامعة الأندية السينمائية بالمغرب وصديق جان لوك كودار، "محرك" القناة الثانية ورئيس المركز السينمائي الذي في عهده عرفت السينما المغربية طفرة كمية مهمة (لن أتحدث عن الكيف والنوع فهذا موضوع آخر) ، هل تريد أن تنتهي هذه النهاية البئيسة: مدير مهرجان محلي يصفي حساباته الصغيرة بطريقة صغيرة؟ 
أتذكر بالمناسبة لحظتين:
- عندما كنت أزورك في شقتك الكائنة في زنقة وهران رقم 9 في الرباط وأنا قادم من خريبكة بصفتي الكاتب العام للنادي السينمائي المحلي نتبادل هموم السينما والنضال.
- لما كنت معتقلا في الكوميسارية في خريبكة بعد نضالات التلاميذ في الستينيات وكان معي في الزنزانة المناضل اليساري عبد الفتاح الفاكهاني الذي كلفني قبل أن "يختطفوه" في الصباح الباكر بتوصيل ميساج إلى جريد مغرب أنفورماسيون (لسان الاتحاد المغربي للشغل) الذي كنت أحد محرريريها البارزين (خاصة صفحتها السينمائية ) وذكرك بالاسم.
هذا ماضيك يا السي نور الدين ولن تسطيع التخلص منه في حاضر بئيس أنت تلعب فيه لعبة بئيسة يزينها لك بؤساء يقولون لك نفاقا: monsieur le président
احتراماتي ماشي مسيو لو بريزيدان ولكن السي نور الدين الفيلسوف والمناضل والسينيفيلي المعتبر. وأتمنى أن تساعدك هذه الرسالة الحميمية على مراجعة تسييرك لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة الذي أتمنى له كامل التطور والازدهار.