رأي

محمد امين بنيوب: للمواطنتين الشهيدتين الدانماركية والنرويجية لويزة ومارين ... المغفرة والرحمة والخلود والسلام..

يجب اجتثاث التطرف وكل أشكاله من ينابيعه الجاهلية وأمكنتة المطوقة برموز التخلف والوثنية .أولهما  شمهاروش، مكان الجريمة الإرهابية. اسم يحيل على النصب والاحتيال واحتلال مكان غابوي خلق للإنسان و التنزه وأصبح يرتدي ثياب القداسة...مكان داعشي. من سماه ؟؟ من يرعاه؟؟

يجب اجتثاث الطقوس الوثنية المتحجرة المرتبطة بالزوايا والصلاح وما تنتجه من مظاهر توزيع صكوك الغفران والثوبة وطقوس الاحتفال الصنمية والتي تجعل من الوافدين على الأضرحة للتبرك، مجرد جحافل من العبيد والسبايا. على سبيل الذكر لا الحصر، احتفالات مولاي إبراهيم وسيدي علي واللائحة طويلة بمناسبة ذكرى المصطفى صلى الله عليه وسلم..لاعلاقة لها بالدين ولا بالتدين ..بل أمكنة أسست لنموذج اقتصادي لقيط و متطرف و هجين مبني على الطاعة والخوف والدعارة ونشر ثقافة الجن ونواميس صرع وسلب الإنسان كل حقوقه الوضعية وتشييء كرامته.نظام قروسطي يخالف نظام دستور2011 ولكل المواثيق الكونية لحقوق الإنسان التي صدق وصادق عليها المغرب.

يجب اجتثاث فضاءات التعلم الديني الخارجة عن منطق الدولة وتصورها للمسألة الدينية و التي تنتج جيشا من المتطرفين .. كائنات أسطورية منعزلة ،لا علاقة لها بالإسلام الوسطي المعتدل الذي نؤمن به ونتعامل من خلاله ويحكم مجال تديننا.

يجب اجتثاث كل الأصوات العلانية الداعية للكفر والقصاص وكأنها محاكم للتفتيش مرسلة و مدعومة بوحي يوحى.

يجب اجتثاث الفكر المنغلق الذي تسرب واستوطن الحرم الجامعي المؤسس للحرية والفكر والعلم.

يجب اجتثاث كل التصورات والمفاهيم الرامزة للدونية والإقصاء والمسربة خفاء وتجليا في الكتاب المدرسي.

يجب اجتثاث كل التسميات الدينية  الموشومة خلف السيارات والحافلات،رغم أن أصحابها لا يحترمون قانون السير وممر الراجلين.

يجب اجتثاث كل التسجيلات المرئية والصوتية المفزعة المرافقة للفضاء العام المشترك والتي تذكرك بفنون عذاب القبر.عندما أسمعها تقرفني و تذكرني بعذاب السلف البنكي المخصص للمنزل وفوائده.

يجب اجتثاث كل مظاهر العنف الرمزي والكلامي والمادي الذي ينشر يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي،  بهدف إقصاء الغير وإلغائه وأحيانا التشكيك في معتقده  ونعته بالكافر الزنديق.

ثقافة العنف وأنظمتها ثاوية في الكائن البشري.التطرف بكل أشكاله  وأنماطه، لا دين ولا وطن ولا لون له. القوانين حرمته، لوحدها لا يمكن أن تمنع شراسته وعدوانيته وانتشاره. في المقابل يبقى المشروع المجتمعي المبني على قوام وقيم ثقافة المواطن والمواطنة هو المخرج الوحيد لمواجهة هذا التطرف القابع في عقول "شمهاروش" وأمكنته المظلمة ومؤسساته غير الشرعية التي تنبعث كطائر الفينيق. مرة ناطقة باسمه ومرات كثيرة نيابة عن كتائبه المتطرفة. فالمغاربة ليسوا بمتطرفين غلاة ... لكن الفضاء الديني المشترك بحاجة لضبط آلياته. لا أحد يقرر في إيمان العبد وتدينه سوى خالقه... هو الرحيم  والغفير لعباده.