عبد المجيد مومر الزيراوي: عبدالإله بنكيران و جريمة إغتيال عمر بنجلون ؟!

في حضرة الأرواح المقتولة تتخبط تنظيمات الإسلام السياسي بين أمواج بحر الدماء المغدورة .. من عمر بنجلون إلى آيت الجيد ، و من بنكيران إلى حامي الدين ... من إحصاء قتلى البسار إلى  تعداد أسماء التكفيريين ..

ها نحن منكم و إليكم .. و حديثي بسط الكلام لكم ، ليس للنشر فقط فهذا فضل منكم .. حديثى عن مغاربة رجال أشاوس – و لا نزكي أحدا أمام الله – مغاربة اعتنقوا فكرا أقرب لمصير القوات الشعبية و دافعوا عن أفكارهم حتى آخر قطرة من دمائهم فَهُمْ أبطال القضية.. 

مغاربة ناضلوا من أجل الفكرة الإشتراكية و هم أحياء ،  من أجل الكرامة و العدالة الاجتماعية من أجل الطبقات الكادحة و الجماهير الشعبية  ... و هاهي اليوم لازالت هذه الأرواح الثورية و رغم ثقل قبور الجحود فوق ما تبقى من الأجساد، لازالت هذه الأرواح في طليعة النضال نشيطة الحركة، تعيد نبض الحياة السياسية التي تعاني في غياب الإنعاش.

و إنْ كَذَّبْتُمُونِي ، و إنْ خَالَفْتُمُونِي الرأي فأسألوا أهل الذكر لأنّهم يعلمون من دَبَّر و قَرَّر و قَتَلَ بعد أن فَكَر ، أو إسألوا فقط حامي الدين عبد العالي و عبد الإله بنكيران .. إسألوهما عن القتل ؟! 

إسألوا بنكيران : لماذا أشاد بقتل عمر بنجلون الإنسان ؟! و لماذا استعمل عبارة " الكلب الأجرب " في وصفه له ؟! و لماذا جمع الناس بعد الصلاة و صاح فيهم أمام المسجد أن أطلقوا سراح القتلة بعد إدانتهم من قبل المحكمة ؟!.

ثم إسألوا كذلك عبد العالي حامي الدين لكي يساعدنا على استيعاب الشرح الاكاديمي العلمي لظاهرة ثورة الاراوح المقتولة و ارتباطها – خبراً و أثراً - بتنظيم العدالة و التنمية ، لأن المتتبع لكرونولوجيا الأحداث يستخلص تركيبا مفاده أن إرهاب الاسلام السياسي لم يستثنِ من مكونات اليسار أي إتجاه و تَوَجُّه. 

من عمر بنجلون إلى آيت الجيد،  من مهندس استراتيجية النضال الديمقراطي إلى نشطاء اليسار الراديكالي ، من الاتحادي المثقف العضوي إلى الطالب القاعدي ..

 من أدنى اليسار إلى أقصى اليسار .. نستنتج أن حاضر تنظيمات الإسلام موصول بماضي جرائم سفك الدماء ، و أن المحاضر القضائية تتأفف من مُخَلَّفَات توقيعات الإقرار و الإعتراف بالمقاربة الدموية التي انطلق منها تأسيس التظيمات المُؤَدْلِجَة للإسلام. 

و بِكل ألَم يُؤْرِقُنِي  ، أنقل الشهادةَ و هذا السَّرْدُ يؤسفني . هذه الشهادة التاريخية التي تدور أحداثها حول ما كشف عنه  محمد حقيقي عضو الشبيبة الإسلامية سابقا ، و أحد المشرفين على متابعة ملف عمر بنجلون من داخل هيئة الإنصاف والمصالحة بخصوص قضية الاغتيال التي لم تكشف كل ملابساتها بعد، و ذلك في حوار مع أحد المواقع الإلكترونية بتاريخ 4 يوليو 2016  ، حيث صَرَّحَ بالتوضيح التالي: 

" ويجب أن أوضح لك أنه في هذه الفترة حدث اضطراب كبير داخل حركة الشبيبة الإسلامية ومن سمات هذا الاضطراب أن القيادات تبرأت من اغتيال القيادي الاتحادي لكن كثيرين في الصف الثاني سيثنون على العملية..

أذكر أنه في الفترة التي تلت الاغتيال وبعد صلاة الجمعة في المسجد المحمدي سيقوم شاب بإلقاء كلمة نارية أشاد فيها بقتل عمر بنجلون ووصفه وصفا شنيعا (نتحفظ عن ذكره )  وسيدعو إلى التظاهر من أجل إطلاق سراح المتهمين باغتياله ؛ هذا الشاب لم يكن سوى عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة  ، والذي كان من نشطاء الشبيبة الإسلامية ! .

هذه شهادة لله ثم للتاريخ  تجعلنا كاختيار حداثي شعبي ندعو تنظيمات الإسلام السياسي إلى تجنب الخطأ القاتل بعدم إساءة فهم سنة الله في التاريخ  ! 

فرغم أن الماضي يختزن وقائع فِعْلٍ قد مضى إلا أن ثورة الأرواح المقتولة تعيد الحياة الرمزية لدماء انهمرت مغدورةً  ، أينما وَلَّيْتَ وجهك تتوارد الأخبار و تتفاعل الآراء ، و تتضح المواقف بعد صدور قرار متابعة العضو القيادي داخل تنظيم العدالة و التنمية عبد العالي حامي الدين بتهمة المساهمة في جريمة قتل الطالب آيت الجيد بنعيسى .

و ليس من باب التحامل أو قدف الناس بالباطل،  أن نقول بكل موضوعية تاريخية بأن هذا " الشبل " المتهم بالمساهمة في جريمة القتل المدعو حامي الدين عبد العالي  هُوَ مِنْ ذَاكَ " الأسد " المدعو عبد الإله بنكيران الداعية بالقتل الذي اتخذ من مساجد الرحمان منابر لِتَمْجِيد جريمة إغتيال عمر بنجلون الإنسان.

 

و يشاء رب العزة و الجلالة - مع فيض من شديد بَأْسِهِ -  أَن يكشف " عظمة ما خفي " من جرائم الإرهاب و التكفير لتنظيمات الإسلام السياسي بالمغرب .. فَرَغْمَ مرور 43 سنة على جريمة قتل عمر بنجلون الإنسان ، ها نحن كأجيال جديدة نتابع عند زمن الهواتف الذكية و مواقع السوشيال ميديا  مطاردة الأرواح المقتولة لتنظيم العدالة و التنمية الذي  يُرْهِبُنَا بِفَتْح أبواب جهنم .

و مع اقتراب ساعة ذكرى الإغتيال نبوح بهذا الاشتياق الجميل لِعَبَقِ النضال الملتزم المسنود بالوضوح و الرؤية السليمة : 

إستيقظ يا عمر لقد كسرت ثورة الأرواح المقتولة جدار الصمت وعبرت عن وعي نابض تجاوز حاجز الخوف. 

إستيقظ يا عمر  ؛  هذه ذكرى اغتيالك تكشف الغطاء عن أخطر جرائم الإسلام السياسي ضد النضال من أجل  الاشتراكية والحداثة و الديمقراطية .

عودٌ على أو إلى بدءٍ ، واهمٌ من يعتقد أن خيانة الشهداء قد تتحول إلى إنتصار سياسي.  بهذا النَفَس و روح المقاومة ، و رغم أن الطريق طويل و عسير فإننا - كشباب حداثي شعبي- مسلحون بالعزيمة ،الأمل و ابتسامة عمر بنجلون الإنسان مهندس إستراتيجية النضال الديمقراطي .

فإستيقظ يا عمر  و لا تَنَم ، و لا تُعاتبني إذا وَجدتَ حِزْبَكَ مُطْمئِنًّا في " نعيم " حكومة العدالة و التنمية و الوطن أمام أبواب جهنم ! 

 

عبد المجيد مومر الزيراوي 

رئيس الإختيار الحداثي الشعبي