قضايا

"زلقة" لقجع التي كادت أن تدك حرث امة

عبد العزيز المنيعي

اكبر عدو للإنسان، هو نفسه وغباؤه وتصرفه الطائش وثقته العمياء في قدرات يظنها له، وهي قدرات يستمدها من موقعه او منصبه وصفته.

واظن السيد فوزي لقجع، يعيش كل هذه الحالات مجتمعة، خاصة في ملف الكان 2019، وإقترابه من إدخال المغرب في متاهة لا مخرج منها.

الحكاية بسيطة جدا ولا تتطلب إجتهادا، بقدر ما تتطلب بعض الصبر لسماع تفاصيلها، فالكاميرون التي إتهمت صحافتها المغرب بالتآمر عليها من اجل سحب إحتضان أمم إفريقيا 2019، كانت على صواب لسبب واحد، وهو كون لقجع اوهم الجميع انه كان وراء ذلك، بدءا بإصطحاب صحافيين معه إلى إجتماع اللجنة التنفيذية، امام إستغراب و إندهاش كل الأعضاء. وإنتهاءا بتسريب خبر سحب الإحتضان من الكاميرون قبل أن تبث فيه اللجنة.

فوزي لقجع، إنسحب قبل البث وأخبر على عجل مرافقيه من الصحافيين، بأن الكأس سحب إحتضانها من الكاميرون. هكذا ببساطة يوقد عود كبريت صغير، بصغر عقله، في كومة قش تحتاج فقط إلى شرارة.

الحقيقة أن الطيش له حدود، لكن أن تكون مسؤولا على مؤسسة "قدها قداش" في دولة كبرى مثل المغرب، وتكون أنت ايها المسؤول أصغر من حبة حمص في وعاء "حريرة"، فتلك مصيبة حقيقية.

المسؤولية لا تعني زيارة اللاعبين قبل المباريات، وليست المبيت معهم في الفنادق، وليس أيضا الحصول على مقعد في اللجنة التنفيذية للكاف، ولولا حظوة المغرب الديبلوماسية ما كان يحلم به، ولولا موهبة اولاد المغرب الكروية  و"تحمار الوجه" في الدوريات العالمية و المحلية، لما كان لسي لقجع أي بصيص امل في أن يكون منتفخا مثل اليوم.

الاحرى بسي لقجع، أن يحترم كل هذه الاوليات، و "يجمع راسو"، لأنه لم يعد مجرد لاعب على الهامش في منتديات كرة القدم، بل صار المسؤول الاول على كرة القدم في المغرب، بإعتباره رئيسا لجامعة يجب أن تراعي حدود الممكن وغير الممكن قبل الإقدام على خطة تدك حرث سنوات ومجهود ديبلوماسية ملكية كبيرة ورائدة في القارة الإفريقية.

سي لقجع، لا يمكن صناعة النجاح من الفراغ، المنتخب يصنعه رجاله الذين يلعبون في الميدان، والمدرب الذي يشرف على تقنياته، والاطر التي تباشر الإشراف عليه، وليس أنت من تجهز حقيبتك لتسافر معه وتبيت معه و تأكل معه "زعما راه تنازل وتواضع".

سي لقجع قبل التفكير في إحتضان نهائيات كأس عابرة، كان عليك أن تفكر في إحتضان المغرب لإفريقيا برمتها، وإحتضان إفريقيا للمغرب... قناعة ومبدءا لا محيد عنها وليس مجرد نزوة للجلوس في المنصة الشرفية..