قضايا

الوزير الأعرج يسير نحو فرض "الزبونية" على رئيس الحكومة في تعيين مدير للمكتبة الوطنية

إدريس شكري

رفع وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ثلاثة أسماء رسا عليها اختيار لجنة انتقاء مدير للمكتبة الوطنية، و احتل فريد الزاهي الرتبة الثانية في اقتراح الوزير الأعرج من باب ذر الرماد في العيون، خاصة وأن الزاهي سبق له أن وجه رسالة شديدة اللهجة إلى الرأي العام يفضح فيها أسلوب الزبونية الذي يشتغل وفق منطقه الوزير، الذي دفع بشخصين اثنين من معارفه للترشح للمنصب، و رفع اسميهما ضمن قائمة الأسماء المقترحة، تماما كما يفعل هذه الأيام بالنسبة لاقتراح التعيين لشغل منصب مدير معهد المهن السينمائية، بعد تعيين بنعيسى عسلون مديرا لـ "هاكا"، حيث استقدم أحد أصدقائه للترشح للمنصب.

و كان الأعرج قد أعلن عن فتح باب الترشيح للمنصب للمرة الثالثة على التوالي، بعدما رفض اختيارات اللجنتين الأولى والثانية التي يبدو أن رأيهما معا استقر على اقتراح حسن الوزاني في الصف الأول، لكنه "سقط" في الاختبار الثالث، ولم تتضمن اللائحة المقترحة على رئيس الحكومة اسمه رغم أنه رأي اللجنة استقر عليه في المرتين السابقتين وتم قبول ترشيحه في المرة الثالثة..

وفي المرة الثالثة، استعان الأعرج من جديد بجامع بيضا، الذي لا شك أنه عمل على إبعاد الذين طعنوا في لجنة الإنتقاء الأولى التي كان عضوا فيها، و حال دون قبول ترشيحهم من الأول، كما استعان بعبدالله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية، من دون أن يكون من أهل الاختصاص في المجال، والكاتب العام لقطاع الثقافة، وهو  منصب إداري محض لا علاقة له بعلم المكتبات، وهو ما يجعل اللجنة، في حد ذاتها، تفتقر إلى الكفاءة العلمية اللازمة، للاشراف على مباراة الانتقاء، وهو ما يفسر الارتباك الذي وقع فيه الوزير الذي استبعد أهل الاختصاص، الذين لن يكون بمقدوره أن يسخرهم لترضية "الزبونية".

و بالمناسبة من حق الرأي العام أن يتساءل:

 كيف تغيرت قناعات جامع بيضا في الفترة الفاصلة بين عضويته في اللجنة الأولى واللجنة الثالثة؟

ولماذا تم استبعاد ترشيح جميع الأشخاص الذين سبق لهم أن طعنوا في اللجنة الأولى من المثول أمام اللجنة: هل لانعدام شرط الكفاءة العلمية أم من باب الانتقام؟