قضايا

أعيان "البام" يضعون أصابعهم على زناد قنص الحمام

المصطفى كنيت

بقدر ما تتسع دائرة "التمرد" في صفوف قياديي الأصالة والمعاصرة، بقدر ما تشتغل آلة الطرد، لتخليص الحزب من "ثقل" برلمانيين و أطر، لم يستطع، الأمين العام الجديد، حكيم بنشماس، تطويعهم، و إمساكهم في قبضة يده، بعدما كانوا يلهثون وراء إلياس العماري لهثا... لهثا.

ثمة مرض ما أصاب الحزب، و جعل هياكله تتساقط تباعا، مباشرة بعد صعود بنشماس، الذي يبدو أنه لا يحظى برضا، الوجوه التي صنعت مجد "البام"، وتحاول اليوم الانسلال من براثنه، بعد أن فشل في الوصول إلى سدة "الحكومة"، وظل منذ تأسيسه إلى اليوم خارج صفوف الأغلبية، باستثناء حالة شرود شكلها الوزير اخشيشن، الذي أصيب هو بدوره بلوثة التمرد، مباشرة بعد أن حل بنشماس بمراكش.

ويشي هذا التمرد بقرب "موت" الحزب تنظيميا، و خوائه انتخابيا، بعد أن بدأت عيون "الأعيان" تتطلع إلى صيد الحمام، بعد أن أعياها اهتزاز "التراكتور"، الذي يبدو أنه لا يسير في طريق معبدة.

وكما قال محمود درويش في قصيدة شهيرة:

يطير الحمام

يحط الحمام

أعدي لي الأرض كي أستريح

فإني أحبك حتى التعب.

فهل ستوفر "حمامة" أخنوش كل الشروط المناسبة لاستضافة القوافل الهاربة والعائدة إلى حضن الأحرار، بعد أن أحس الكثير منهم، أنه أصبح مجرد "أسير" في خنادق "البام"؟

لا أحد يعلم ما في الغيب، لكن الأكيد أن حزب الأصالة والمعاصرة، لم يعد ملجئا آمنا يضمن بحبوحة العيش لكائنات انتخابية، لا ترسو  قواربها في مرفأ، لذلك لا ينبغي للسيد عزيز أخنوش أن يعوّل عليها كثيرا في بناء مجد الحزب، بل أن يحترس كثيرا في اختيار وجوه المستقبل، التي لا تحمل وراء ظهرها تاريخا طويلا من تغيير الرموز والألوان.