قضايا

سيدة "الهاكا" و وزير االثقافة

المصطفى كنيت

لم يقْدم وزير الثقافة الاتصال، محمد الأعرج، على فتح باب الترشيح لشغل منصب مدير المكتبة الوطنية للمرة الثالثة، على التوالي، بعد أن رفض نتائج اللجنة المكلفة بالاختيار مرتين، من دون أن يقدم أي مبرر لذلك، إلا بعد أن مهد كل السبل أمام "سيدة الهاكا" لكي تسطو على المنصب ضدا على قواعد النزاهة، وتفعيلا لكل أساليب الانتهازية، التي تدينها الخطابات الملكية.

و لم يعد الوزير الأعرج يطيق السير على الأقدام وسط حقول سنابل الحركة الشعبية، و يبدو أنه مصمم على ركوب "التراكتور"، ممهدا لذلك بهذا التعيين، خاصة وأن "سيدة الهاكا" مقربة جدا من الأمين العام للحزب حكيم بنشماس، و أيضا من الأمين العام السابق بالنيابة، حبيب بلكوش.

و قد تفند،  هذه الصفقة، إذا ما تمت ـ والأكيد أنها لن تتم ـ ما دامت أصبحت تحت مجهر الرأي العام، زيف الانتقادات التي وجهها حزب "البام" للطريقة التي يتم بها التعيين في المناصب العليا في مجالس الحكومة، و تفضح إصرار الأحزاب على الاستفادة من "ريع" المناصب، أغلبية ومعارضة.

ويفضح هذا الأسلوب، حرص وزير في الحكومة، على خدمة أجندته الخاصة على حساب المصلحة العليا للبلاد، و الرضوخ لتحقيق مصالح الأشخاص الضيقة على حساب مبدأ الكفاءة والنزاهة وتساوي الفرص بين جميع المغاربة.

وقد بدت سطوة "سيدة الهاكا" على الوزير، خلال الاحتفال بوجدة عاصمة للثقافة العربية، حيث كانت لها صولة  في الفندق الذي نزلت فيه، بسبب الغرفة، التي لم تكن في مستوى ما توقعت أن توفره له الوزارة من رفاهية، فتدخل الوزير شخصيا من أجل أن تُحجز لها "سويت" على قدم المساواة مع "االسويت" التي حجز فيها الوزير بأموال الملزمين بدفع الضرائب...

نتمنى أن لا يواصل الوزير مسلسل الفضائح، التي بدأت بتعيين "مقربات" يفتقرن إلى الكفاءة في مناصب مديرات جهويات للمكتب الوطني لحقوق التأليف، مرورا بقنبلة "الماستر" التي لا أحد يعلم إلى أين ستصل شظاياها مادام التحقيق متواصل، والضحايا يحتجن فقط لجرعة من الجرأة لتقديم شكايات لدى النيابة العامة... من دون أن نتحدث في هذه الحلقة عن حسناوان ـ مثنى حسناءـ الديوان، فسنعود لذلك بالتفصيل.