قضايا

" إني أسمع جعجعة ولا أرى طحنا"

إدريس شكري

بعد "جعجعة" فوزي لقجع التي لم نر لها "طحنا"،  على رأي المثل العربي الشهير، حول منتخب نجح  فقط في التأهل إلى المونديال، وخرج منه بنقطة وحيدة، اعتبرها لقجع "معجزة"، ونتيجة تستحق أن تصرف عليها الملايين من الدراهم.

وبعد اللقاءات التي عقدها لقجع مع جمعيات الصحافة الرياضية، وهذا من حقه، ولا ينازعه فيه أحد، بعد أن ظهر المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، تائها في مبارياته الإقصائية، علما أن النتائج لا تحتاج إلى شرح، لأن عشاق الكرة المستديرة بحاجة إلى مشاهدة أداء جيد، ونتائج مقنعة، تجعل المنتخب يحقق ألقابا، بعدما عجز عن اقتناص كأس إفريقيا منذ 1975 و عن تجاوز الدور الأول في المونديال منذ 1986.

بعد كل هذا أظهرت نتائج استطلاع أنجزته جريدة "هسبريس" الإلكترونية أن أداء المنتخب الوطني المغربي بعد المشاركة في مونديال 2018 بروسيا كان ضعيفاً.

وبلغ عدد المشاركين في هذا الاستطلاع 20916 مشاركاً، حوالي 13639 منهم، بنسبة تُمثل 65.2 في المائة، رأوا أن أداء المنتخب الوطني "ضعيف"، فيما اعتبر 26.76 في المائة (5597 مشاركين) أن الأداء كان "متوسطاً"؛ و8.03 في المائة (1680 مشاركاً) فقط اعتبروا أن الأداء "كان جيداً".

وتؤكد نتائج المنتخب أن الجامعة بحاجة إلى نفس جديد يخلصها من سيطرة السياسيين، الذين يبحثون عن المقاعد الوثيرة في غرفتي البرلمان، و يجعلون من الرياضة أداة للاختباء تحت القبة المعلومة، وهو النفس الذي لا يمكن أن يمنحه لها إلا أبناء "الجلدة" الذي شيدوا مجدهم في دروب كرة القدم وملاعبها غير معشوشبة، لا في دهاليز الأحزاب السياسية، حيث يكاد التنافس السياسي يفجر فريق الرجاء البيضاوي ويعصف بالوداد البيضاوي.

وحدها فرق قليلة نجحت في الحفاظ على نقاوة شباكها من أهداف السياسة، أما أغلبيتها فقد أبى سياسيون إلا أن ينقلوا لها تجربتهم الفاشلة  في تسيير المجالس الجماعية، والتي جرت عليهم العزل والمتابعة القضائية كما في حالة محمد عدال رئيس اتحاد مريرت لكرة القدم، عضو المكتب الجامعي.

الأكيد أن كل الضجيج الذي افتعله لقجع، كان بدون أي جدوى، وأن الرهان عليه في تطوير كرة القدم الوطنية رهان خاسر، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وأن الربح الوحيد الذي حققه المغرب، بفضل الإرادة الملكية، هي هذه البنية التحية الجميلة من الملاعب التي تضاهي نظيراتها بأروبا وأمريكا، واستعادة العضوية بالكاف، بفضل الدبلوماسية الناجحة للملك محمد السادس في إفريقيا، أما شخص لقجع، في هذه الحالة،  فلا يهم، مادام المغرب قد ضبط إيقاع "اللعبة"، لذلك نتمنى أن تتخلص كرة القدم من الوجوه السياسية في أسرع وقت، حتى تنطلق كرة القدم في مسيرة الإنجازات.