قضايا

دموع الصحافيين و طبالة النقابة

إدريس شكري

استدرجت نقابة الصحافة،  أسرة فضلي المكلومة في والدها، الراحل عبدالرحمان، التي لا تزال أرملته في "عدة" لحضور سهرة موسيقية أقامتها بمناسبة ما يسمى "اليوم الوطني للإعلام" موهمة إياها أن  الأمر  يتعلق بحفل تأبين، بقلب مسرح محمد الخامس بالرباط، غير أن العائلة، فوجئت بـ "الدقة" المركشية، تملأ الفضاء، و كأن النقابة تريد أن تحتفي برحيل الرجل لا بجبر القلوب المكلومة لزوجته وبناته التي حلت إحداهما من فرنسا، وحضرت أخرى من مراكش إرضاء للوالدة التي كانت تعتقد بالفعل أن النقابة ستؤبن زوجها بما يليق به، لا أن تحشر اسمه في سهرة فنية صُرفت عليها الأموال الطائلة.

و لم تجد الأسرة بدا من الانسحاب، والاحتجاج على هذه الميوعة التي تريد بها النقابة تكريم رجل قضى، رحمه الله.

وفي تفاصيل هذه الحكاية أن النقابة اتصلت بأسرة الراحل، وأخبرتها أنها ستنظم حفلا تأبينا أو تكريما له، وأوهمتها بأعداد شريط يرسم مسار الراحل، بل حل طاقم قيل إنه صحفي ببيت العائلة في سياق انجاز هذا الربورتاج، الذي لم يُكتب له أن يعرض، بدعوى أنه لم يرض ذوق النقابة، الذي لا يرضيه، طبعا، إلا الدقة المراكشية، على ما يبدو وأشياء أخرى.

و بالرغم مما حدث فإن النقابة اختارت أن تلوذ بالصمت وأن تكمل السهرة بمن حضر من "الحياحة" و"البراحة" الذي اعتادوا الرقص على أنغام الدقة مقابل تعويضات التنقل، بعد أن لم تجد عذرا تقدمه للعائلة، التي كانت ـ على ما يبدو ـ تريد أن تستغفلها بإدعاء تأبين وتكريم الراحل، و أن تسجل نقطة في سجل منجزاتها الفاشلة، لكن انقلب السحر على الساحر، و تعرت سوءة القيادة الفاشلة مرة أخرى، التي هربت إلى مجلس وطني للصحافة بلا مقر وبلا ميزانية وبلا سيارة وكاتبة...