قضايا

عرس النقابة

إدريس شكري

لا أحد ضد تأثيث الاحتفال باليوم الوطني للإعلام بفقرات غنائية، لكن أن تتحول كل الفقرات إلى مجرد سهرة، على حساب "هموم" الصحافيين، الذين وعدهم "الحياحة"  في الدورة الأخيرة لما يشبه المجلس الوطني، وهو ليس كذلك بل شبه لهم فقط، بتوزيع الدعم الاجتماعي، لكن بعد المؤتمر القادم طبعا،  بعد أن أخلفوا وعدهم غب انتخاب ما يسمى " المجلس الوطني للصحافة"، الذي شبه لهم أيضا، فتلك بداية النهاية لنقابة تعيش "الكربة" و "الضيم" وتخيم عليها الأحزان، وساءت بها ظنون الصحافيين كل سوء، إلا من يتاجرون في "المخيم" و"سوق الجملة"، و يلحسون أصابعهم المطلية ليس بالعسل، وإنما بعرق جبين الذين ارتضوا الذل، أملا في حصول على حفنة دريهمات تهدر بها النقابة وجمعيتها ما تبقى من "كرامة" أشخاص أغلبهم لا يجرون حرفا.

غير أن "عرس الذيب" لم ينجح أمس في أكل خرفان الصحافة، بعد أن أدركوا أن الحفل الغنائي الباذخ هو مجرد حملة انتخابية سابقة لأوانها للمؤتمر القادم، بعد أن تفتقت عقلية "الثنائي" على اعتبار الذين حضروا مجلس السبت، مؤتمرين بالصفة، وسيتدبرون أمر باقي المؤتمرين بـ "الشطيح والرديح" وأشياء أخرى سيأتي وقت التفصيل فيها بالتمام والكمال، و لعل ثلاثة أشهر كافية جدا للقيام بهذه المهمة السهلة جدا مادام الصحافيون بدؤوا ينفضون من حول النقابة العتيدة جدا.

ولأن النقابة تمعن في إهانة الجسم الصحافي الأحياء منهم والأموات، فقد أرادت أن تكرم روح الراحل عبدالرحمان فضلي، ليس بالأذكار وإنما بالدقة المركشية، وهو ما جعل أسرته التي حضرت إلى مسرح محمد الخامس، بعد طول إلحاح، تحتج على هذا النوع من التكريم الذي ابتدعته النقابة، وتغادر وهي توزع اللعنات على من تسبب لها في كل هذا الإحراج.

طبعا، لا أحد  يعرف كم كلفت هذه السهرة من الأموال، لكن الكل يمكن أن يدرك حجم الأذى النفسي الذي ألحقته النقابة بأسرة الراحل عبدالرحمان فضلي، الذي أرادت أن تتاجر بموته، تماما كما فعلت مع الراحل محمد اتميمي، وحجم "الشوهة" التي ألصقتها بالجسم الصجفي، بعد أن عمت بصيرتها أما بصرها فلا يزال قادرا على مشاهدة حتى أفشل السهرات.