فن وإعلام

إفرحوا وأرقصوا... نقابة الصحافيين تنظم حفلا "شاطحا" بمناسبة اليوم الوطني للصحافة

كفى بريس

قالوا زمان "آش خاصك ألعريان، قالوا خواتم أسيدي"، النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وكعادتها "الحميدة"، تنظم الأربعاء، حفلا "بهيجا"، بمناسبة اليوم الوطني للصحافة.

وكالعادة سطرت النقابة "برنامجا مهما"، وغنيا بالفقرات الفنية، سيعيش خلاله الزملاء لحظة "فرح وحبور وسعادة" تنسيهم بعضا من هم المهنة، ومخاطر المهنة، وكوارث المهنة، ومزالق عدم الإستقرار، ومتاهات البحث عن الذات وعن لقمة الأبناء.

الحفل الذي سيحتضنه كالعادة، المسرح الوطني محمد الخامس، الذي ينوع برامجه بين "الفقيه العلامة" في الدين عبد الكافي، الذي لا يوجد أكذب منه، وبين "فقهاء وعلماء" المهنة الذين لا يوجد "أطنز منهم".

ككل سنة، يفتتح هذا الحفل وفي وقت مبكر جدا، "بتكريمات خجولة" للصحافيين المتقاعدين، تودعهم النقابة، وتودعهم رف النسيان، بتذكارات بئيسة، وصور ملونة، وكثير من الخطب.

في حين المكرم الحقيقي، هو ذلك الفنان الذي سيحيي الحفل ويتقاضى اجره في ختام السهرة أو ربما قبلها أو حتى بعدها. المهم أنه سيتقاضى اجره وفوقه بهرجة إعلامية لا مثيل لها.

هل من المفروض، أن يكون إحياء اليوم الوطني للإعلام، بهذا الشكل الفرجوي الفج، وهل هذه العادة كتاب منزل لا يجوز تحريفه، وهل يكتفي فقهاء المهنة داخل النقابة بتلك التكريمات "المشوهة" والبئيسة التي يقابل بها صحافي بلغ من العمر عتيا، و"رابو ضراسو فالحرفة"، ونال ما نال من محن ومتاعب، لا علاقة لها بمتاعب المهنة في العالم، لأن متاعب المهنة في المغرب مختلفة..

المهم، لا علينا، الحفل "كاين كاين" وسيحضره العديد من الزملاء الذين رمى بهم زمنهم إلى قبول "الطنز" مضطرين، ومرغمين فلا بديل عن ذلك. كما سيحضره صحافيون ليس لديهم حتى "عشى ليلة"، وطبعا سيحضره، زملاء غاية في الإحترام، وغاية في الوجاهة، كلما نظرت إليهم إلا ونسيت أنك في المغرب وامام صحافي مغربي..

الحفل ينطلق، لمن أراد أن يرقص قليلا، في تمام السادسة، لكن غالبا قبله سيكون تكريم بعض المتقاعدين، وليس ضروريا الحضور فهم مجرد زملاء انتهت صلاحيتهم..

السؤال العريض و الكبير، لماذا لا يخصص اليوم الوطني للصحافة لتدارس أوضاع الصحافيين، وتدارس الحافة التي يقف عليها المشهد الإعلامي الوطني الورقي والإلكتروني. كما يفعل عباد الله في أيامهم الوطنية، يتدارسون ويناقشون حتى وإن كان بدون نتيجة المهم هو النقاش المفتوح. والاحرى بتلك الاموال التي تصرف على الحفل أن تصرف على بؤسائنا من زملاء المهنة..