مجتمع وحوداث

الراكبون على البراءة يريدون وجه البشاعة

كفى بريس

هل يمكن إعتبار، التجرأ على دوس العلم الوطني بالأقدام، ومحاولة إحراقه، مسألة عادية عابرة، وممكن أن تقع في أي مكان، وهي نتيجة فورة الشباب و المراهقين، وما إلى ذلك من التبريرات الواهنة والجاهزة.

أبدا، العلم الوطني كيان، وهو رمز الأمة، وسقف الإنتماء، والتلاعب به أو تدنيسه هو من تدنيس الوطن. لذلك فما أقدم عليه تلاميذ أثناء وقفتهم الإحتجاجية امام البرلمان، والتي تحولت إلى فوضى، وإستهتار بالإنتماء، ومطالبة بإسقاط الجنسية.  جريمة نكراء بكل المقاييس، جريمة تقشعر لها أبدان من ضحوا بالغالي و النفيس من اجل هذا الوطن.

لكن لنتمهل قليلا، ونتساءل، هل يمكن لعقل مراهق أن يفكر في مثل هذا الفعل؟

الجواب طبعا ممكن لكن الجرأة لا يمكن، فلذلك كل الراكبين على البراءة هم وحوش، يجسدون الشر في أبشع تجلياته، هم نوع من الاورام التي تصيب الجسد، فلا ينفع معها سوى البتر، وهو مايستلزمه الظرف الحالي، الصرامة كل الصرامة في مواجهة، ليس التلاميذ، بل من يدفعون بهم إلى توسيع رقعة الإحتجاجات، وتاجيج عقولهم الفتية، القابلة للحشو بكل الأفكار، إلى مثل هذا المهوى السحيق.

يصعب تصديق، أن واحد من أبنائنا، يقدم على حرق علم، نبكي كلما خفق عاليا بعد تتويج بطل مغربي، ونشعر بالفخر، كلما خفق عاليا بين الأعلام الاخرى. هل يمكن أن نصدق هذا الفعل، الذي يقدم عليه فلذات الاكباد.

لكن في المقابل نصدق أن هناك متربصين، بأبنائنا في كل وقت وحين وفي كل مكان وزمان، يترقبون الفرصة ويتحينونها من اجل الإنقضاض على أفقنا المشترك.

إنهم في كل مكان، يتربصون بالوطن..