قضايا

عفاريت بنكيران.. هكذا ألهمت الكرة لقجع... وهكذا طلعت ليه "الجلدة" (2)

المصطفى كنيت

ألهمت كرة القدم فوزي لقجع كثيرا تماما كما ألهمت الشاعر المصري، الذي أبدع قصيدة " إنها ملهمتي"، التي غناها الراحل أحمد الغرباوي بصوت سجي، يطرب كل من يسمعها، ويجعله يردد " إنها ملهمتي..." أملا في أن تلهمه أيضا.

وكما ألهمت الكرة الشاعر والملحن والمغني جميعا، ألهمت لقجع، الذي يتقن دحرجتها بلطف لتخيط دروب الأحزاب السياسية، التي لا يتقن أغلبها اللعبة، و تجد نفسها غالبا  في حالة تسلل.

وهكذا شكل لقجع فريقه من حسن الفيلالي ( عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار) و سعيد الناصري ( حزب الأصالة والمعاصرة)، و محمد جودار و محمد عدال ( الاتحاد الدستوري)، وهؤلاء كلهم أعضاء في غرفتي البرلمان، غير أن الهوية السياسية لفوزي لقجع  تستعصي على الإمساك، ذلك أنه، في كل مرة، يتعاطف مع حزب سياسي، يضمن له المظلة التي تحميه من عوائد الزمن، وتقلبات المواقع والأمزجة والحسابات، و هو ما جعله يولي على أعقابه مع بداية "نكبة" البام، و يختبئ  تحت جناحي "الحمامة"، لينقر ما يشاء من الحب بكل الأوضاع الإعرابية والمعاني التي تحملها الكلمة.

و لقد أسعفت الكرة كثيرا لقجع أكثر مما أسعفته دراسته، بدليل أن العديد من زملائه في الدراسة، لم يحققوا إلا ربع ما ناله من غنائم توالت في طرق بابه، وسيقت إلى فيلا الممنوحة إليه سوقا.

وبعيدا عن منطق المراوغة، يود الرأي العام أن يعرف سر كل هذا "السعد"، الذي جعل مهندسا زراعيا ينال كل هذه الخطوة في بلاد تزخر بآلاف من الكفاءات، ليسوا من خريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة أو معاهد الإدارة بل من مدارس القناطر والطرق، و البولتكنيك، والهندسة المدنية بأكبر الجامعات في العالم، من دون أن يكون لهم ولم مكعب صغير في الكرة، التي يحملها لقجع بين يديه.

وستكون لنا جولات مع تلك المكعات، لكي نعرف "كيفاش طلعت ليه الجلدة"