قضايا

عفاريت بنكيران : لقجع... وجاهة زائفة ستذوب مع أول رشة ملح (1)

المصطفى كنيت

لأول مرة قد أتفق مع السيد عبدالإله بنكيران، بعد أن قادني نفض الغبار على العديد من الملفات، إلى العثور على عدد من العفاريت، التي لم يراها النظر القصير لرئيس الحكومة السابق، قبل أن يتحول هو نفسه إلى واحد منها.

قبل أيام حل فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، و رئيس فريق نهضة بركان إلى قبة البرلمان، ليجلد الفرق النيابية المسكينة، بخطاب بئيس، حول التوازنات المالية، بصفته مديرا للميزانية بوزارة الاقتصاد والمالية.

 وقد حرت في البحث عن السبل التي أوصلت لقجع إلى هذا المنصب من دون جدوى، قبل أن أكتشف بركة سي إلياس العماري، أحد العفاريت الكبار، الذي صنعوا مجد هذا الشاب البركاني، الذي يؤثت خطابه بنفس أخلاقي، تزكيه جوقة من المهرجين داخل البرلمان وخارجه، رغم أن بين الرجل وبين النزاهة الخير والإحسان، وإلا فما معنى أن يستولي، عفوا، أن تُمنح له فيلا تابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بتمارة، وأخرى بشاطئ سيدي العابد بالهرهورة، من دون أدنى حق، وفي سياق الريع، والحظوة التي منحها إياه العفريت الذي كان يحميه.

لكن ورغم أن العفريت عاد إلى قمقمه، ولم يعد ماردا، فإن السيد لقجع يريد أن ينسينا من أين أتى، و كيف تسلق في المناصب، و اعتلى المسؤوليات، واحتل الفيلات والسيارات والتعويضات.

و أكاد أجرم، أن تحقيق  مثل هذه الإنجازات يصعب أن يحتكم إلى النزاهة، ويفتقر إلى الإحساس الصادق بالوطنية، و لكن تحكمه الرغبة في الوجاهة الزائفة، التي ستذوب بمجرد رش قليل من الملح.

إن قليلا من النتائج الإيجابية لمنتخب وطني لم يتجاوز الدور الأول في كأس العالم، قبل أن يظهر شاردا ضعيفا في مباراته الأخيرة أمام فرق صغيرة، كما أن الكثير من الكلام أمام البرلمانيين، لا يمكن أن ينسينا الفيلا، التي ستسرق من أملاك الدولة بعد أن تم إصلاحها بملايين الدراهم من أموال الشعب، ولا يمكن أن يخرسنا عن طرح السؤال: لماذا تراجع لقجع عن الشكاية التي وضعها لدى المصالح الأمنية بعد أن تعرضت الفيلا للسرقة وتم الإستيلاء على خزينتها التي تحتوي على أموال بالعملة الصعبة ومجوهرات؟

نرجو من السيد لقجع أن يحافظ على التوازنات الماكرو الاقتصادية لنفسه، ليحدثنا عن التوزنات الشخصية التي جعلت منه بطلا، لكن الأكيد من دون مجد.