رجاء... اتركوا منتجي التمور يعيشون عن الكفاف والعفاف والغنى عن " القرود"

المصطفى كنيت

يبدو أن "القرد" الفلاحي، لم تعد تكفيه الحبوب، فقرر أن يمد يده لقطف حلاوة التمور ، وأن يحشر نفسه في قطاع ظل بعيدا عنه، وظل منتجوه يعيشون عن الكفاف والعفاف والغنى عن "القرود".

لكن "القرد" وكعادته دائما يأبى إلا أن يذيقهم مرارة تسديد أصل الدين و الفوائد وفوائد التأخير والغرامات، وأن يحتل قمم أشجار النخيل الباسقة، ويحرمهم من غللها.

"القرد" كعادته يدعي اليوم أن له وصفه للنهوض بقطاع التمور وتطويره، ليس بما يقضي على الأمراض التي تصيب النخيل، ولا باستحداث تقنيات سقي تقتصد الماء، و تضمن للشجرة الحياة، ولا بوضع استراتيجية للجمع والتخزين، في موسم الإنتاج حيث تنحدر الأسعار إلى 10 دراهم للكيلوغرام الواحد، ولكن من خلال تقديم التمويل، المثقل بالفوائد، و ما يترتب عن ذلك من زيادات تصبح أضعافا مضاعفة  كلما تأخر الفلاح عن التسديد.

الغريب أن "القرد" لا يستطيع، دائما، أن يقدم إلا التمويل، هذا ما صرحت به مديرة قطب مواكبة التنمية الفلاحية بمجموعة القرض الفلاحي للمغرب، حنان عجلي على هامش المنتدى السابع للاستثمار في سلسلة التمور، الذي نظمته مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، الجمعة، بمدينة أرفود تحت شعار: “مواكبة تنمية قطاع التمور حصيلة وأفاق”،
 و يعجز عن تقديم الخبرة اللازمة لتطوير الإنتاج وفتح أبواب التسويق بأسعار تتلاءم مع تكلفة المنتوج.

"القرد" لا يهمه الفلاح او الإنتاج بل تهمه الفوائد، لذلك فشل فشلا ذريعا في أن يكون قاطرة لتنمية الفلاحة والعالم القروي كما يدعي، و لن يكون بمقدوره تحقيق ذلك ما لم يرسم استراتيجية تجعل الفلاح/ الإنسان  في صلب سياسته، لا أرضه أو آلياته الفلاحية من أجل بيعها في المزاد.