صحة وعلوم

دواء نفسي يختفي والمرضى مهددون والوزارة خارج التغطية..

كفى بريس

مند مدة، صام مرضى الكوليستيرول عن شرب الحليب الخالي من الدسم. ليس بسبب المقاطعة، بل بسبب إختفاء ما يعرف لدى اوساط العامة "بالحليب لحمر". ومكانه ظهرت انواع اخرى من الحليب الخالي الدسم، يصل ثمن اللتر إلى 17 درهما. طبعا هنا الشاي أنفع وألذ وأرخص مقارنة مع الحليب المذكور.

السوق المغربية مزاجية، والاكثر من ذلك انها لا تهتم للمتسوق، لا تنذره بغياب منتوج أو قلته. هكذا بين عشية وضحاها، يقصد المواطن أقرب "حانوت" ويطلب منتوجا ليواجه بجواب جاف "ماجاش".

لكن حالة "الحليب لحمر"، ممكن تجاوزها، بشرب الشاي أو حتى الماء، أو ربما حتى "بلاش كاع". لكن الخطير في الامر، أن يكون المعني بالإختفاء هو مريض، وأن يكون المنتوج المختفي هو دواء. والأدهى أكثر أن يكون الدواء المختفي يخصص لعلاج حالات نفسية وإضرابات عقلية.

ذلك ما وقع مع دواء "ليبونيكس 25 و 100 مليغرام"، حيث نفذ المخزون ولم تستفق بعد وزارة الصحة، الدواء السالف الذكر، مخصص لمرضى الفصام وإضرابات السلوك. بحيث أن إنقطاع المريض عن تناوله، يهدد حياته بشكل مباشر، وحياة المحيطين به وحتى عموم المواطنين. فلا يمكن تكهن ما يمكن أن يقدم عليه المريض في حالة غياب العلاج. قد يكون الإنتحار مثلا أو أشياء أخرى لا يعلمها سوى السلوك المضطرب للمريض.

وفي هذا الشأن سارعت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة إلى تحذير وزارة الصحة من عواقب إختفاء الدواء، لكن الوزارة لم تستجب ولم تقم بأي خطوة كإجراء إستعجالي..