بنشماس يبحث عن جزيرة الكنز بخارطة طريق ويغازل المستشارين الذين يقل راتبهم الشهري عن ثمن حقيبة يد نجلته

المصطفى كنيت

لم تعد تنفع حكيم بنشماس "خريطة طريق" و لا "خريطة كنز" لانتزاع ثقة الغرفة الثانية من البرلمان، بعد أن تقوضت هذه الثقة خلال 3 سنوات خلت، تجبر فيها الرئيس وطغى، ومنح فيها لحاشيته اليد الطولى لـ "اللعب" بالمال العام، و اقتناص الغنائم والتعويضات، والأسفار، وأشياء أخرى، وحرض خلالها الكاتب العام المتقاعد، على توزيع الريع على جرائد الكترونية، بواسطة لـ "بون دي كموند"، مقابل تلميع صورة الرئيس، و مسح "الكابة" لمنجزاته التافهه،  في الغرفة، و الرائعة في الحياة، بعد أن استطاع في ظرف وجيز امتلاك الشقق الفاخرة والفيلات و الأراضي والسيارات آخر صيحة، ويكفي أن ابنته ظهرت في إحدى الصور تحمل حقيبة يد صغيرة لا يقل ثمنها على راتب مستشار برلماني.

اليوم يوجه بنشماس رسالة إلى السادة المستشارين يرسم فيها، كما كتب حواريوه، الذين تُحوّل أموال المجلس إلى الحسابات البنكية لشركاتهم ظلما وعدوانا، أن الـ "حكيم" يرسم فيها ( الرسالة) خريطة طريق للثلاث السنوات المقبلة ( هكذا) بلا حشمة ولا حياء ولا وخز ضمير...

شخصيا لا أظن ذلك، لأن المؤسسة التشريعية آخر ما يهم الرئيس، الذي تنتهي ولايته، والأموال كل ما يهم الجرائد الالكترونية التي تقتات من ريعه، وكلاهما يخشى أن يضل الطريق التي قد تقوده للحفاظ على هذه الامتيازات.

هذا كل ما في الأمر ببساطة، ولاشيء غيره.

لقد جاءت ساعة الحسم، ولا أعتقد أن السادة المستشارين سيجددون الثقة في رئيس، حمله السيل، لا أقل و لا أكثر، في زمن إلياس العماري، لكنه لم يستطع التكيف مع موقع "رجل الدولة" بقدر ما تعلم أساليب الإغتناء.

لو كان بنشماس يملك خريطة طريق بالفعل، لأجاب فاطمة الزهراء المنصوري، رئيس المجلس الوطني للحزب، عندما طرحت، في اجتماع رسمي للحزب سؤال: من أي لك هذا يا بنشماس، لكنه لم يجب، وظل يرواغ، وهو سؤال سيُطرح عليه بإلحاح بعد مغادرة المنصب.