إذا كان المثل يقول:" لي تيقطع العسل يتلحس صبعو" فماذا لحس العالم الرباني التقي النقي الورع ؟

المصطفى كنيت

لم يقع محمد يتيم، وزير التشغيل، في مجرد خطأ يا رئيس حركة الإصلاح والتوحيد، فقد سقط"العالم الرباني"، التقي، النقي، الورع، بين أنامل العشق، وذاق من شهد الرغبة،  في باريس، وفي فندق حسان، وفي حدائق قصر الزهور، وتجاوز حد الخطبة المسموح به في الدين والأعراف والقانون، وعلى رأي المثل الشعبي: "لي تيقطع لعسل تيلحس صبعو"، فماذا لحسن سي يتيم؟

الأكيد أن التنبيه وحده لا يكفي، لأن ما فعله الوزير يتيم يتجاوز ما قام به بنحماد في شاطئ المنصورية، والذي لا يزيد عن مجرد مساعدة على الانتصاب، و يحمل في طياته استغلالا للنفوذ.

والأكيد أيضا أن حركة الإصلاح والتوحيد، ليست "دارا للإفتاء"، تُقدر حجم "الأضرار" التي ألحقها يتيم بجسد، عفوا بصوره مدلكة ذهبت إلى بيته من أجل الترويض، قبل أن تجد نفسها أمام الإغراءات التي يمكن أن يقدمها وزير لشابة تبحث عن المستقبل.

 إن حركة الإصلاح والتوحيد، ليس من حقها أن تقيّم ما وقع فيه يتيم وتلخصه في بعض "الأخطاء غير المقبولة، جعلته يخل ببعض ضوابط الخطبة وحدودها، ويتصرف بما لا يليق بمقامه، ويضع نفسه في مواطن الشبهة"، لأن يتيم أجاز لنفسه ما ظل دائما يحرمه على غيره، ولأن يتيم استغل وضعه الاعتباري، كوزير، وسلطته كعضو في الحكومة.

وفي هذه الحالة يحق لنا أن نتساءل:

من أين دفع يتيم ثمن تذكرة الطائرة إلى باريس ذهابا وإيابا؟ وسعر  وجبة الإفطار في حسان، و الغذاء في قصر الزهور؟

هل من حر ماله أم من مال عام؟

و لا شك أن سي يتيم تذكر أغنية محسن جمال: "الزين في الثلاثين"، فانتبه إلى التي تدلّك أصبعه، ومن قبل أن يرتد للخطبة طرفها، قدر الله ما شاء فعل، فكانت باريس وكان فنادق الرباط، وكان يا ما كان... وتلك الأيام نداولها بين الناس... ومن سره زمن ساءته أزمان.