يتيم يتبع ملة الشوباني وبنحماد بعد أن لمست أصابعه الأنامل الناعمة لجميلة وهبها له الله لتذهب عنه الحزن

المصطفى كنيت

لو عمل "العالم الرباني" المزعوم، محمد يتيم بنصيحة، الفنان أحمد العلمي في أغنيته الشهيرة:

"خليني بعيد خليني

انا خايفك لتبليني"

لما سقط في مصيبة عشق "المدلكة"، لكن وقع له ما غنت المطربة أحلام:

"أنا ربي بلاني بيك بلوى

عشقتك والعشق أكبر مصيبة".

وكأنه قدر على السيد الوزير، مكتوب في اللوح المحفوظ، عند قدم العرش، أن يسهر الليالي ويشوف عذاب... وأن يبحث عما يطفئ نار العشق، وما يطفؤه إلا الوصال.

إنها حكاية قلب أحب، في الهزيع الأخير من العمر، والأعمار بيد الله، فعمل بالمثل المغربي القائل: " كول ما جاك"، بعدما جلس مع وزراء حزبه و دعاة حركته، لاقتسام الغنيمة،  متبعا في ذلك ملة الشوباني وبنحماد، و ما شابههما ممن نعرف ولا نعرف، الذين يتبعون " إلا الظن وما تهوى الأنفس".

لقد حاول سي يتيم أن يوهمنا أن ما قام به حق، وهو يعلم في قرارة نفسه الآمارة بالسوء، أنه ليس بحق، بل باطل سيعصف بمقعده في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية وفي الحكومة، ليتفرغ لشهر العسل، بعدما فشل في الحوار الإجتماعي.

سي يتيم لا يحب النقابات، ولا يحب الطبقة العاملة، و إنما يحب النساء الجميلات...

لم يعد "العالم الرباني" يريد غض الطرف، بل يريد أن يتمتع  بالنظرة الأولى والثانية والثالثة والرابعة، ويغني مع محمود الإدريسي:

"متعني بالنظر

متعني بالسهر ( في باريس طبعا)

إوا يوا

عيني ياعيني"

و يُمتع بصره بالجمال، لأنه يزيد في النظر، أما وجوه النقابيين والأيادي الخشنة للمأجورين فلم يعد يطيق أن يراها، فبالأحرى أن يرفع لها حدا أدنى للأجور، بعد أن لمست أصابعه الأنامل اللينة لجميلة وهبها له الله لتذهب عنه الحزن.