رأي

موسم قنص الحمام... ساجد ولشكر يتركان أخنوش وحيدا وبايتاس ينفخ على نار كتائب البيجيدي

المصطفى كنيت

ما يقع في صفوف الأغلبية يبشر بقرب وقوع تعديل حكومي على الأقل أو إعادة النظر في مكونات الأغلبية على الأكثر، وذلك لعدة أسباب:

 أولا، تخليص الحكومة من ثقل حقائب كتاب دولة يبدون كأشباح، يقتاتون من مناصب و يستفيدون من وضع اعتباري من دون أن يكون لهم أية دور أو مسؤولية في تدبير الشأن العام، مادام أغلب الوزراء، يرفضون أن يفوضوا لهم التوقيع، ويمارسون عليهم الوصاية ويعتبرونهم مجرد  "قاصرين".

 ثانيا، لأن مكونات الأغلبية تشرأب بأعناقها لنقر بعضها البعض، في ما يشبه صراع الديكة، الذي لا بد أن ينتهي بسقوط ضحايا.

وسيكون من المنطقي أن ينسحب الفريق الذي انهزم طواعية أو مرغما من أجل إعادة التموضع بعد أن تتعافى جراحه لرد الاعتبار إلى نفسه، خاصة وأن "الصقور" الجارحة للعدالة والتنمية، دشنت موسم قنص الحمام.

ثالثا، لأن الأغلبية أصبحت تظهر كأغلبيتين، واحدة يقودها حزب العدالة والتنمية مسنودة بحزب التقدم والاشتراكية، الذي هضم ما لحقه من أذى بإعفاء كاتبة الدولة في الماء شرفات أفيلال من مهامها، و ثانية يقودها عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يخوض معركته وحيدا بعد أن لاذ حلفاؤه، الذين تشبث بإدخالهم قصرا إلى الحكومة، بالصمت.

و إذا كان وضع الاتحاد الدستوري هشا، و أمينه العام محمد ساجد أهش منه، و لا يجيد السباحة في يم السياسة، فإن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، لزم السكوت منذ مدة، واستكان، و أصبح قليل الخروج، وقليل الكلام، متناسيا و متجاهلا أنه لولا أخنوش لما فرح حزبه بالمشاركة في الحكومة، وأن سي عزيز بحاجة إلى المساندة من طرف "أصدقاء الأمس"، حتى لا يشعر بالندم أو يشرع في توزيع اللعنة، في خاطره، على من تخلو عليه في أول محنة بعد محنة المقاطعة، الذي أعلن أنه يعرف من يقف وراءها، و توعد بفضحهم بالاسم.

إن حزب العدالة والتنمية يريد أن يجعل القيادي في التجمع الوطني للأحرار، وزير الشباب والرياضة، رشيد الطالبي العلمي، في عين العاصفة، لمجرد أنه أشار إلى المخطط التخريبي للعدالة والتنمية، وهذه حقيقة يعرفها رئيس الحكومة نفسه، والذي كان صعوده إلى رئاسة الحكومة، بعد فشل بنكيران في تشكيلها، يندرج في مخطط وضع حد لهذا المشروع التخريبي أو على الأقل قص جناحيه، في انتظار إيجاد وصفة تحمي البلاد من أهداف هذا المشروع ومراميه.

لذلك تستيقظ هذه "النعرة" في صفوف العدالة والتنمية كلما ذكرهم أحد بهذا المعطى، تماما كالقط الذي ذهب إلى الحج، فلما عاد لم يستطع أن يتخلص من ماضيه.

العثماني، الذي هو طبيب نفسي، يسعى جاهدا إلى رأب هذا الصدع، لكن كتائب البيجيدي الفايسبوكية تنفخ على الجمر، غير  أن قياديا شابا في التجمع أخذته العزة بالنفس، فانخرظ معها ( الكتائب)، من حيث لا يدري، في النفخ على النار، وكتب مقالا هو أقرب إلى الخصومة في الحمام، لا يخدم لا رؤية العثماني و لا مصالح أخنوش بل يزيد اللهيب استعارا.