فن وإعلام

حين تدافع نقابة عن أخلاق مهنة سطت على مجلسها بطرق أبشع من نشر صور عارية لضحايا بوزنطيط

إدريس شكري

الصحفي ليس طرفا في نزاع... ليس جنديا في معركة، و لا قاضيا  في محكمة... إنه مجرد باحث عن المعلومة وناقل لها، انطلاقا من موقعه طبعا، لأن الحقيقة دائما هي حقيقة حسب موقع.

موقع نقابة الصحافة، جعلها تنفض الغبار عنها في قضية نشر صور غير واضحة تماما من الفيديوهات الجنسية لتوفيق بوعشرين، رغم أن أول من وضبها في شريط فيديو ونشرها على موقعه، هو عضو في المجلس الوطني لهذه النقابة، قبل أن يتلقى التعليمات بسحبها قبيل نشر البلاغ.

في صباح هذا اليوم قرأت تدوينة للقيادية في النقابة حنان رحاب، شممت فيها أن النقابة ستتحرك، لأن اللحظة التاريخية تفرض عليها التحرك، و أن لا تظل مغلولة الأيادي، تتفرج على الفيديوهات الجنسية لتوفيق بوعشرين.

موقع الصحافي يفرض عليه أن ينشر المعلومة، وأمام الإغراء الذي يشكله الحصول على هذه الصور، فإن أي صحفي سيسارع لنشرها، وهذا ما حدث، بل إن بوعشرين نفسه نشر على ظهر الصحفة الأولى لجريدته، صورة طالب غارق في دمه بعد أن اخترقت رصاصة رأسه في مقهى "لاكريم" بمراكش، لأنه كان يبحث عن "المبيعات" لا أقل ولا أكثر.

و أعتقد أن نشر صور القبلات أهون من نشر صور جثة يخترقها الرصاص وسط بركة دم.

النقابة تريد من الآن، أن تنصب مقاصل الإعدام، وتشحذ السكاكين للمعارضين لها بتهمة نشر صور سربها دفاع المتهم نفسه...

النقابة التي سطت على المجلس الوطني للصحافة، بطرق أبشع من نشر صور عارية، تريد أن تقول اليوم إنها قادمة للدفاع عن أخلاق المهنة، رغم أنها طيلة عشرين سنة لم تقم بأي دور في تحصين هذه الأخلاق، بل أجهزت عليها في الكثير من المناسبات.