تحليل

أي دور لأحزابنا السياسية غير التنافس على المقاعد والحقائب؟!

عبد اللطيف مجدوب

من مهام الحزب السياسي

الحزب السياسي، في أبجديات العمل السياسي وكما ينص عليه الدستور المغربي، "هيئة تناط بها مهام حزبية وسياسية في تنظيم وتأطير المواطنين عبر عقد ندوات وتجمعات أو إحداث الشبيبة بهدف تكوين المناضلين والتمرس بالعمل السياسي والدبلوماسي، ونشر قيم الديمقراطية والمواطنة، وتوعية المواطنين بالمستجدات الوطنية والدولية...كما يساهم الحزب في تكوين المنظمات الحقوقية بغرض ضبط الخروقات القانونية وتقديم الاقتراحات والبدائل لمعالجتها...".

مواسم نشاط أحزابنا السياسية

مما أصبح عادة مألوفة في النشاط الحزبي ظهور أحزابنا واستيقاظها من سباتها العميق إما لتجديد هياكلها والتناحر على أماناتها العامة، أو لخوض حملة انتخابية استعدادا للتنافس، من جديد، على تولي رئاسة جهة معينة أو الاستفراد بجماعة من الجماعات المحلية، وأخيرا وليس آخرا اللهث وراء اكتساح أكبر المقاعد في الغرفتين معا، ومن ثم دخول مفاوضات ماراطونية لتولي حقائب وزارية معينة أو التعيين في مناصب عليا.

والأحزاب إلى هذا تتعاطى بقوة مع الأنشطة الجمعوية، بغرض اقتناص الامتيازات الهائلة وراء تلقيها الدعم المالي والمساعدات من داخل المغرب أو عبر منظمات وهيئات أجنبية؛ هذا عدا حصصها من الدعم الحكومي الذي تناله سنويا أو عند كل استحقاق وطني أو من خلال جرائدها ووسائلها الإعلامية.

تكريس أحزابنا للنفاق السياسي

يلاحظ وبحسرة أن أحزابنا أضحت تمارس على نفسها الرقابة الذاتية كلما تعلق الأمر بمناسبة وطنية أو أحداث طارئة، لتنخرط مباشرة في جوقة الرأي الوطني "الرسمي"، إما بتنديدها إذا كان الأمر يدعو إلى التنديد، أو التهليل إذا ما هللت الجهات الرسمية؛ دون إبداء مواقف نقدية محايدة مستقلة أو اقتراح مقاربة جديدة للتعامل مع المستجدات.

وأما إذا كانت المناسبة وطنية مكللة بخطاب ملكي، سارع زعماء الأحزاب، كانوا في المعارضة أو الأغلبية، إلى تثمين فقراته وإشباعه بالآمال العريضة، وأحيانا يغدقون عليه من الأوصاف، كما لو كان يشكل "القطع النهائي" مع الماضي وتدشين عهد جديد... من غير أن يجشموا أنفسهم عناء عقد دورات أو مجالس لتدارس هذه الأحداث والمناسبات الوطنية، والإعلان عن مواقف حزبية تنخرط فيها كل التيارات. هذا النفاق السياسي يساهم في تعتيم وميوعة العمل السياسي بالمغرب، وينعته بالعمودي كما لو كانت أدوار هذه الأحزاب مجتمعة، بغض النظر عن انتمائها وموالاتها لهذه الجهة أو تلك، تنحصر في التطبيل وترديد اللازمة المأثورة "كٌولو العام زين".

مساءلة الأحزاب السياسية

يحق لكل متتبع للشأن الوطني والسياسي عامة أن يسائل كل حزب على حدة :

- كم هي دوراته لتأطير الشباب؟

- أي مواقف رسمية تجاه الأحداث والوقائع الطارئة؟.

- ما هي أنشطته خارج الوطن؟.

- أية علاقة حزبية تربطه بهيئات ومنظمات حقوقية خارج الوطن؟.

- ما هي توجهاته وإستراتيجيته بخصوص النظرة الإقليمية والدولية؟.

- كشف ميزانية الحزب ومنهجية تدبيرها وصرفها.

- ما علاقة الحزب بالجاليات المغربية المقيمة بالخارج؟.

- ما نسبة الأطر الشابة والنساء داخل كل حزب؟.