قضايا

كأسك يا وطن... إبراهيم إغلان: من أجلهن ..كنت رجلا

     هي المرأة، حين تضع قدمها على الأرض، لا أحد يعرف وجهتها، هي وحدها تمشي على أثرها الغابر، كي تحكي عن الألم والحب والأمل والنسيان...

     هي المرأة، حين تكبر في عيوننا، نصير أطفالا بلا أسئلة ، كلما حاولنا  افتعال الانتماء إلى سلالتها، كلما ابتعدنا عن قدسية ، كان لها السبق في إخضاع العالم إلى مملكتها المحروسة.

    هي المرأة، حين أصبحنا مراهقين بالصدفة، لم نعد نفكر في غير أن نحب ، نحب من ؟ لا يهم،  قد نتيه بين المواعيد المؤجلة، بين أن نهدي وردة لمن نحب ، وبين أن نصمت لصدمة ما...

    هي المرأة،  حين كبرنا، نسينا الوصية، لم يعد الحب وحده كاف للحياة، تعبنا كثيرا، كي نسترد بعضا من هذا الحب، لكن المرأة ظلت على مقربة من الروح، تجابه الريح في الاتجاهات الأربع، تصرخ بصوتها القادم من الم إنساني نادر...

    هي المرأة، حين لا نجد من يفك غموضنا، نلجأ إلى ضوئها، إلى حيث السبيل إلى الحكمة ممكنا ، والذهاب إلى الله برضاها ممكنا، والحياة بدونها إعاقة،  بل نحن لا شيء على الإطلاق، إذا ما نحن تواضعنا  أمام المرأة ، أمام النساء اللائي شربنا من حليبهن ما يكفي من ظمأ طفولي شقي...

   هي المرأة ، تحكي حكايتها  ببساطة جدا، لا بلاغة، لا مجاز، وحدها تقول إن الوضع العام ليس بخير، وأن نساءنا في هامش محسوب، ورجالنا غير معنيين بذلك، وأن المطر لا يسقط بانتظام، والأرض فيها متسع لأقدام ، طال أملها في مساواة  محفوظة على الورق فقط..

    المرأة ، هي أجمل ما في هذا العالم، دعوا النساء يحفرن بأقدامهن طريق عرسهن ، لا تعترضوا أيها المتحفظون على الوشم، واتركوا عنكم الوصايا ، فالنساء قادرات على كتابة دستورهن، بجرح مالح، يشبه وديان قرانا المنسية، حين تسقي الورود  خلسة من العيون والنميمة...

من أجلهن..لن تكون رجلا أصلا.....