فن وإعلام

محمد البريني يوجه رسالة للفيدرالية المغربية لناشري الصحف بعد انسحابه من مجلس الصحافة

كفى بريس

وجه محمد البريني، مؤسس جريدة «الأحداث المغربية»، رسالة إلى رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، أوضح فيها قراره بالانسحاب من المجلس الوطني للصحافة.

وجاء في الرسالة:

تحية مودة وتقدير وبعد،

أود في البداية تجديد شكري للزملاء في الفدرالية على اختياري عضوا ثامنا في فريق الناشرين، الذين انتخبوا ليصبحوا أعضاء في المجلس الوطني للصحافة، التعبير لهم امتناني وعرفاني.

أنت تعلم أنني لم أكن، في يوم من الأيام، راغبا في عضوية المجلس، وقد عبرت عن هذا الموقف للزملاء الذين فاتحوني، سابقا، في الموضوع، وشرحت لهم الاعتبارات التي دعتني إلى الامتناع عن الترشح لتلك العضوية. لكن التفاتة الزملاء في الفدرالية حملتني على مراجعة موقفي، احتراما لهم، واعتبارا للثقة التي محضوني إياها، واعترافا بجميلهم.

وهكذا تحمست للعمل، كما تحمس له الزملاء الناشرون المنتخبون، رغم وعينا بوجود صعوبات كأداء وتحديات جسام تصعب مجابهتا، ويستعصي التغلب عليها. لقد عبر كل منا، عند أول لقائنا، عن الإرادة في أن نساهم، بقسطنا، في ورش التنظيم الذاتي لمهنتنا، مساهمة جادة وجدية وفعالة، لاتفسدها لا الأنانيات ولا المصالح الشخصية ولا الحسابات الفئوية، وعن العزم على العمل من أجل زن يسر المجلس الوطني للصحافة في النهج الذي يؤهله للقيام بالمهام التي أناطها القانون به، والذي يجعل منه أداة لإعادة الاعتبار للصحافة المغربية، ولمساعدتها على مواجهة الأزمة التي تهدد مستقبلها، ولصيانة مواثيق شرف المهنة وأخلاقياتها، وترسيخ ممارستها.

غير أن الجو الذي خيم على مشهدنا الصحفي، منذ انطلاق المراحل العملية لتشكيل المجلس، والذي لم يزدد سوى تكدار وتعكر وتعفنا، هذا الجو كرس، وا أسفاه، الصورة السلبية التي كونتها عن الصحافة المغربية فئات واسعة من المواطنين، ويهدد بتجريد المجلس من المصداقية ومن السلطة المعنوية، حتى قبل تنصيبه.

أمام الوضع غير السليم وجد نفسه محاصرا بأسئلة محرقة حول جدوى وجوده في المجلس الوطني للصحافة. وبعد الكثير من التأمل والتفكير، تكونت لدي القناعة بأن وجودي هناك لن تكون له أية فائدة، ولن يساهم بأية قيمة مضافة لصالح مشهدنا الصحفي. وعليه، رأيت من واجبي التنازل عن العضوية في ذلك المجلس، والانسحاب من فريق الناشرين قبل الإعلان عن تنصيب المجلس. هذا اختيار شخصي، لا رجعة فيه. أملاه علي خوفي من أجد نفسي، وأنا في أواخر عمري، أزكي وضعا لست متأكدا من أنه لن يخذل المهنة التي أعطيتها، بدون حساب، الكثير من حياتي، والتي أعطتني الكثير من أسباب الاعتزاز.

أرجو أن يتفهم زملائي في فدرالية الناشرين موقفي هذا، وأن يتقبلوا اعتذاري. إنني مقتنع بأنني سوف أكون غير جدير بثقتهم إن قبلت أن أصبح عضوا في مجلس تحيط بتكوينه ظروف غير سليمة، تهدد بأن تجعل منه مؤسسة مشلولة، فاقدة المصداقية، وعاجزة عن إنجاز الحد الأدنى مما ينتظره منها الجسم الصحفي والمواطن الذي يريد أن تتمكن صحافة بلاده من تلبية حقه في الإخبار والإعلام.

وتقبل مني صديقي العزيز، وزميلي المحترم، مشاعر الود والتقدير

محمد البريني