فن وإعلام

من "أكل" الدعم الاجتماعي للصحافيين؟ و أين اختفى الذين كذبوا عليهم؟

سعد كمال

لأن "حبل الكذب قصير"، فقد بدأ الندم يتسرب لنفوس الصحافيات والصحافين الذين منحوا أصواتكم للائحة نقابة الصحافة وجامعة الإعلام، مقابل وعود بالحصول على دعم إجتماعي، على غرار ما حدث في 2016 في سياق صفقة الوزير الخلفي و رئيس الحكومة بنكيران مع نقابة الصحافة لتمرير قانون الصحافة، الذي تمت المصادقة عليه في آخر يوم من عمر الولاية التشريعية الماضية ( 10 غشت).

الصحفيات والصحفيون الذين صدقوا الوعود الكاذبة، أدركوا اليوم أنهم وقعوا ضحية مقبل تم الترويج له بقوة قبل انتخاب المجلس الوطني للصحافة من طرف " حياحة " النقابة، لكنهم صدموا بعد أن بدأوا يتيقنون أنهم كانوا ضحية كذبة رفضوا أن يصدقوها في البداية تحت ضغط الحاجة، مادامت الاتفاقية الجماعية الموقعة في 2005 لا تطبق في عدد من المؤسسات، و مادامت النقابة تحالفت مع الناشرين ضد الصحافيين، و تعمدت تأجيل كل المعارك النضالية من أجل تحسين أوضاع العاملين في القطاع، و اكتفت بالتحريض على المشاركة في الوقفات التضامنية مع رئيس النقابة عبدالله البقالي في محاكمته بعد أن اتهم وزارة الداخلية بالتشهير من دون أدنى احترام لأخلاقيات المهنة، بل إرضاء لسيده حميد شباط لا أقل ولا أكثر.

اليوم يحق للصحافيات والصحافيين أن يحاسبوا الذين كذبوا عليهم، وأن يحاسبوا "مول الصنيديقة" على الدعم الاجتماعي المزعوم، خاصة وأن النقابة تعيش على وقع حركة تصحيحية تروم إبعاد الثنائي "الخالد" و أذنابهما من أمثال " مول سوق الجملة" و "مالين المخيمات" من الجهاز التنفيذي، بعد أن انفضحوا جميعا أمام الرأي العام الوطني والدولي، و انتهى به مصيرهم إلى هذا الرفض الجماعي لدرجة أن نقابة بقدها وقديدها لم تعد تجد جريدة ورقية أو إلكترونية لنشر بلاغ لها، في ما تعبأت كل أغلب الجرائد والمواقع لتعرية سوأتها.

اليوم يحق للصحافيات والصحافيين، أن يحاسبوا يونس مجاهد وعبدالله البقالي عن هذا الكذب الذي أصبح مفضوحا بعد أن خرج الصحافيون، حتى أولئك الذين استفادوا من ريعهم في فترة من الفترات "من الجنب"، و ظهرا أنهما فاقدين لأية مصداقية أو حتى احترام بعدما انبرت عشرات الأقلام لفضحهم أمام الجميع، وهو فضح سيتواصل وسيجعل المجلس الوطني للصحافة المطعون في نزاهة انتخابه أمام القضاء، إذا ما تم تنصيبه، فاقدا لأية شرعية أو مشروعية بل إن قطاعا كبيرا من الصحافيين يستعد من الآن لمقاطعة بطاقة الصحافة، التي خول القانون لهذا المجلس منحها...