عادل الزبيري: قرية تضامنية أولى للتعاونيات في مدينة سلا

عادل الزبيري

تتجاوز عقارب الساعة الرابعة عصرا  بتوقيت المغرب الصيفي، في ساحة باب المريسة، في مدينة سلا، بقر العاصمة  الرباط، تبدأ نسوة مجتهدات مكافحات، في ترتيب سلعهن في أروقة القرية التضامنية  للاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

تصطف عشرات التعاونيات في 3  صفوف، في أكبر ساحة تاريخية، في مدينة  سلا، على بعد أمتار قليلة من نهر أبي رقراق.

ولكل تعاونية مغربية، تشتغل في محاربة الفقر، منتج جاءت لتسويقه، من الكسكس المغربي فالتوابل والعسل الطبيعي، والزيوت  الأساسية للجلد، وفي اللائحة تفاصيل أكثر.

فمن قرية جبلية مغربية، اسمها تِيلِيويِن في ضواحي  مدينة تارودانت في جنوب المغرب، قدمت السيدة رشيدة، بعلب صغيرة من زجاج، تتضمن  شعيرات حمراء اللون، لما يلقبه المغاربة "الذهب الأحمر".

عندما يقترب زبون من السيدة  رشيدة، تفتح أمامه علبة للزعفران المغربي، لتنطلق رائحة قوية، تهاجم بشراسة حاسة الشم.

ولا تتوقف الحركة بقرب الزعفران المغربي، فيما جارتها لمياء، في تعاونية سلطانة السلاوية للحلويات المغربية، بدورها لا تتوقف عن ترتيب أطباق  الحلويات المغربية.

فمن كعب الغزال والكعك إلى المملحات، مرورا عبر الهبيلة اي غريبا، هذه تفاصيل سفر في الحلويات المغربية التي توقع الشاف الحلواني لمياء باسمها عليها.

ففي الجناح  الأيمن للقرية، وبابتسامة عريضة، يستقبل  الشريف البقالي، بلباسه التراثي المغربي، الزبناء والزبوتات من الباحثات والباحثين، عن حذاء مغربي للرِجْلِ اسمها "البلغة".

 

 

ويرى القائمون  على تنظيم أول قرية تضامنية للتعاونيات العاملة في التنمية، من بوابات محاربة الفقر، أن هدف  هذا السوق هو "مساعدة التعاونيات على تحسين المبيعات"، و"تعريف سكان مدينتي الرباط وسلا على ثقافة تسوق جديدة" للتسوق  التضامنن.

ويتبنى المغرب منذ 2005، استراتيجية عمل جديدة، لمحاربة  الفقر، عبر تمويل مالي تشاركي لمشاريع للتنمية البشرية، بشراكات بين الجمعيات غير الحكومية والتعاونيات.

ومع ارتفاع صوت الموسيقى  الأندلسية المغربية، تتوافد أفواج الزوار، الذين ينتشرون بين أروقة القرية التضامنية، قبل أن يغادر البعض حاملا سللا من منتجات مجالية طبيعية مغربية، فيما آخرون  ربحوا جولة للتمشي وتجربة تذوق للمنتجات خاصة العسل الطبيعي.

وفي القرية التضامنية الأولى في مدينة سلا المغربية، استفادت  النسوة والرجال معا، من دورات تكوينية غير مسبوقة بالنسبة لهم جميعا، في التسويق  الرقمي والتواصل مع الزبناء باستعمال تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي.

ويراهن المغرب، على ربح تحدي ليس بالسهل بتاتا، خلق جيل من المقاولات الاجتماعية الصغيرة، من بوابة التعاونيات التي تشتغل في منتجات طبيعية وفلاحية وطبيعية مغربية، وهدفها قهر الفقر من حياتهم  إلى الأبد.

ويمكن نظام تعاونيات محاربة الفقر في المغرب، من خلق ملايين فرص العمل الدائم، ولو بدخل مالي محدود إلا أنه دائم، كما يضمن نظام التعاونيات  تثمينا ورفعا من قيمة المنتج الطبيعي والفلاحي.

وتراهن التعاونيات في المغرب على الوصول المباشر  للمستهلك بعيدا عن الوسطاء، الذين يجنون الأرباح مقابل أقل مجهود، فيما يتركون الذين يشقون في الاشتغال فقراء دائما.

ففي ساعات الليل، تتواصل حركة الرواج في القرية التضامنية الأولى في مدينة سلا، فيما تعرض رجاء، قطع زرابي صغيرة الحجم، ولكنها جميلة وبهية.

 

 

واشتغلت رجاء على زرابيها يدويا مع نسوة مغربيات أخريات  زميلات لها في تعاونيادة النقاشة، يشتغلن في مركب اجتماعي تعاوني يتواجد في مدينة سلا.

ولا يتردد جواد  في السماح لزبناءه بالاسترخاء على صالوناته العصرية، في تجربة تقاسم المجهود؛ جواد تعب في صناعة الصالون والزبون تعب في الدوارن في القرية التضامنية.

فجواد يبتسم أمام عبارات الإعجاب، من الزبناء وخاصة من الزبونات، فيجيب على الأسئلة التقنية حيال منتجه المنزلي، فيما كل جالس  يستفيد من دقائق استرخاء بعد عناء.

لا تريد شمس الصيف أن تغيب عن البوابة التاريخية باب لمريسة، للحي العتيق في مدينة سلا، قبل أن ترسل آخر الأشعة الذهبية على وجوه أرهقتها الحياة ولكنها تعلمت الصبر سلاحا في الحياة  لا ينضب.