فن وإعلام

موازين 2018.. الإفواري تيكن جاه فاكولي ينشد للنهوض بإفريقيا على إيقاعات الريغي الصاخبة

كفى بريس (و م ع)

بكلمات هادفة وإيقاعات الريغي الصاخبة، قدم المغني الإيفواري تيكن جاه فاكولي، مساء السبت بالرباط، حفلا استثنائيا على منصة أبي رقراق، أمام جمهور متعدد الجنسيات وشغوف بموسيقى الريغي، وذلك خلال السهرة الاختتامية للبرمجة الإفريقية للدورة الـ17 من مهرجان موازين ـ إيقاعات العالم (22ء30 يونيو 2018).

وكان حفل تيكن جاه فاكولي حفلا فريدا من نوعه سيبقى خالدا في ذاكرة جمهور موازين، بحيث أن الأغاني التي قدمها تغنت بمواضيع همت القارة الافريقية وشعوبها فكانت مرفوقة بإيقاعات الريغي الملهبة، التي رقص عليها الجمهور طوال مدة السهرة وهو يردد في نفس الوقت كلمات القطع التي أداها الفنان الإيفواري عن ظهر قلب، ويتفاعل بشدة معه مع أغانيه الملتزمة.

وما كان مبهرا، هي الطاقة والحيوية الكبيرة التي يتمتع بها فاكولي، والذي يبلغ من العمر 50 سنة، بحيث لم يفتأ منذ بداية السهرة عن الركض بين ضفاف المنصة والقفز والدوران ، مما زاد من حماس الجمهور، الذي لم يكن له خيار سوى أن يتمتع بنفس الحيوية ويرافق الفنان في حركاته.

وبردائه الطويل  ومظهره الشبيه بالراحل بوب مارلي، أمتع تيكن جاه فاكولي جمهور منصة أبر رقراق عامة وعشاق نمط الريغي على الخصوص، بتأديته لأشهر مقاطع ربرتواره الغني، مستهلا السهرة بنشيده القاري “أفريكا يونايتيد” (إفريقيا متحدة)، وأغنيته السياسية “لو باليور” (عامل النظافة) التي رقت كثيرا للجمهور من الجالية الإيفوارية، و”أفريكا ريفوليشن” (ثورة إفريقيا).

ومن أقوى لحظات الحفل، أدى تيكن جاه فاكولي أغنيته ذات الصيت الذائع “بلو ريان نو ميتون” (لم يعد شيء  يفاجئني)، وهي أغنية تندد بالاستغلال الخارجي التي تعاني منه القارة الإفريقية، حيث ردد جمهور أبي رقراق بصوت واحد مقاطعها في لحظة تقشعر  لها الأبدان .

كما أدى مغني ريغي مقطعه “لو بري دو بارادي” (ثمن الجنة) وأهداها إلى الشباب الإفريقي طالبا منه، بروحه المرحة والداعبة، بأن يأخذ بمستقبل قارته بين يديه ولا ينتظر أحد من غيره أن ينهض بإفريقيا، ولقى الإهداء تجاوبا كبيرا من طرف الحاضرين الذين صفقوا له بحرارة.

ويعتبر تيكن جاه فاكولي، الذي رأى النور بساحل العاج في 1968، أسطورة حية لموسيقى الريغي الإفريقية بعد مواطنه ألفا بلوندي . ويزخر الفنان بمسيرة فنية غنية بدأت منذ أكثر من 30 سنة وأنتج فيها عشرة ألبومات، وغنى في أرقى المهرجانات وتعاون مع أكبر الفنانين، كما أنه فاعل أساسي في النهوض بالموسيقى الإفريقية، حيث ينظم تظاهرات محلية لتشجيع مغنيي الريغي الشباب في مسارهم في هذا اللون الموسيقي .

وتيكين جا فولي ليس مغني فحسب، بل هو فنان ملتزم يحمل هموم القارة الإفريقية في قلبه، فكل أغانيه تتمحور حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للقارة، ويرفض أن يبقى صامتا أمام مشاكلها، فهو يعتبر نفسه مواطنا إفريقيا ينتمي إلى كل بلدان القارة.

وهكذا، كان للمولعين بالإيقاعات الإفريقية، على مدى تسعة أيام، موعد على منصة أبي رقراق مع الفنانين الذين يمثلون أفضل ما تمنحه إفريقيا من أساليب موسيقية متنوعة، واستمتعوا بالتقاليد الموسيقية العريقة وبالتمازجات المثيرة للإعجاب . وتمكنت المنصة، التي تستمد اسمها من نهر أبي رقراق الفاصل بين العدوتين الرباط وسلا، من البقاء كعادتها، وفية لموسيقى القارة السمراء.