رياضة

مواقف مغربية شجاعة ومواقف خليجية جبانة...

سعد كمال

استسلمت المملكة العربية السعودية، والدول التي تدور في فلكها، لتهديدات  دونالد ترامب، و انحنت خانعة لإرادته، في وقت اختار فيه المغرب، مرفوع الرأس، أن يقدم ترشيحه لاستضافة مونديال 2026، بكل شجاعة، وأن يدافع عنه بكل حماس، لأنه بلد يمارس سيادته وسياسته، بكل حرية، وبدون عقد خوف أو مصالح.

و يكفي المغرب فخرا أنه تقدم بتشريحه في مواجهة ملف ثلاثة دول كبرى، ودافع عن حظوظه إلى آخر رمق، و نال ثقة عدد لا يستهان به من الدول (65 دولة)، رغم أن عددا من أشقائه العرب، خذلوه في اللحظة الحاسمة.

طبعا، المغرب ليس بلدا بتروليا، لكنه يملك كل عزة النفس، التي تجعله قادرا على اتخاذ القرارات والمواقف باستقلالية تامة، ولا يخضع للابتزاز الذي يمكن أن يمارسه رئيس دولة لا تتعدى ولايته 4 سنوات، ولا يرى في الدول البترولية إلا "كنزا" للحصول على رؤوس الأموال، والهبات، والهديا.

وبقدر ما كانت المواقف المغربية، شجاعة ومشرفة إزاء قضايا  المملكة والإمارات، في الرخاء والشدة، بقدر ما كان موقفهما الأربعاء مخجلا، استحقتا عليه كل الغضب، على امتداد الوطني العربي، وداخل السعودية والإمارات أيضا.

وسيجل التاريخ، هذا المأزق، الذي وقعت فيه سبع دول عربية، مهما تفننت في البحث عن التبريرات، و لن تنساه الذاكرة العربية، لأنه يضاف إلى سجل حرص البلدين على مصالحهما الضيقة ولو على حساب التفريط في حليف استراتيجي، وقف دائما بجانب الدولتين.