فن وإعلام

النقابة وسامي المودني و "واقعة الدولار"

إدريس شكري

لجأت صفحة أحدثها النقابة الوطنية للصحافة المغربية على الفايسبوك، إلى مهاجمة لائحة "التغيير"، ومهاجمة أحد مرشحيها،  في تدوينة، مؤدى عنها بالدولار (  واقعة الدولار)، حتى تحقق الانتشار المنشود، و ذلك في خرق سافر لأخلاقيات مهنة الصحافة.

ولعل الخلاف بيننا وبينهم أننا نكتب "بوجه أحمر" غير مستترين وراء الصحفات الفايسبوكية، بل ندبج مقالات واضحة، لا لبس فيها، ولا ندفع من أجل رفع عدد القراء، بل القراء هم من يبحثون عنها، لأن ما ننشره هو جزء من الحقيقة.

وعوض أن يجيب المقال /التدوينة على الأسئلة المشروعة التي تضمنها المقال، لجأ إلى الدفاع عن رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، الذي أعلن مساندته لائحتهم.

ومن بين هذه الأسلئة:

أولا: لماذا تحول موقف سامي المودني من الهجوم على النقابة واللجنة التقنية المشرفة على انتخابات المجلس الوطني للصحافة و الوزارة والوزير، و سياسة الأرض المحروقة، من دون احترام لأخلاقيات المهنة إلى الإعلان عن مساندة لائحة النقابتين في ظرف شهرين؟

ثانيا: لماذا لم يكشف رئيس المنتدى عن فحوى اللقاء الذي جمعه بعلي بوزردة وكيل لائحة التغيير، وعن ماذا كان يبحث عنده في ذلك العشاء الذي على باله؟

ثالثا: ما هي الوعود التي قدمت إليه مقابل مساندة لائحة النقابة،  وهو الذي صرح لي بعظمة لسانه، أن يونس مجاهد سيدفع به لعضوية المكتب التنفيذي للنقابة في المؤتمر الذي سينعقد مباشرة بعد انتخاب المجلس الوطني للصحافة، وأن طموحه الشخصي هو أن يصبح رئيسا لها، وهو طموح مشروع لا نحسده عليه، شريطة أن يتخذ من الأخلاق والكفاءة سبيلا لا أن يصعد على ظهور الأخرين؟

رابعا: لماذا ينزعج سامي المودني كلما أثيرت مسألة الدعم المالي الذي يتلقاه المنتدى من الخارج مقابل إنجاز تقارير و استطلاعات و تحقيقات وأشرطة وثائقية لفائدة منظمة أجنبية همها الوحيد هو حقوق الإنسان في المغرب، تركب عليها في نهاية المطاف لـ "طحن" صورة المغرب في مجال حقوق الإنسان؟

خامسا: لماذا سبق له أن طلب مني أن أتوسط له عند أحد الزملاء قبل مدة، طرح في مقال له نفس الأسئلة، من أجل أن يتوقف عن الكتابة في الموضوع، و أنه يمكن أن يعتدي عليه جسدا إذا ما استمر في ذلك؟

سادسا: لماذا لم تصدر النقابة الوطنية للصحافة بلاغا تضامنيا معه يوم لجأ إليه مباشرة بعد كتابة ذلك المقال بل قال إنه توصل برسالة من رئيس النقابة ليحتفظ بها في الأرشيف عوض تعميم التضامن على الرأي العام؟

سابعا: لماذ لم يلجأ سامي المودني إلى القضاء كما لوّح بذلك، بل لماذا سحب الدعوى ـ كما أخبرني ـ التي قرر رفعها؟

هذه المعطيات وغيرها جعلت الزملاء في المنتدى وفي الجسم الصحفي يرغبون في معرفة المزيد من الحقائق، وأزالت عن أعينهم غشاوة، بل إن الكثير منه اتصلوا بلائحة التغيير شاكرين إياها على هذا التنوير.

و ما نطلبه اليوم من سامي المودني، والجهة التي تحميه كما يدعي أو تدعمه أن يقدم أجوبة واضحة عن هذه الأسلئة لا أن يبحث عن تضامن زائف ويقدم نفسه كضحية، لأنه لو كان بالفعل كذلك لكنا أول من يقف بجانبه.

وما نطلبه منه اليوم أيضا هي أن يوضح هل هو ما الوطن أم مع أعدائه، وهل هو مع الاستمرار في كتابة مواضيع حول أوضاع حقوق الإنسان بالمغرب في إطار ما يسمى التداريب حول تنمية قدرات الصحافيين على الكتابة في الأجناس في موضوع حقوق الإنسان مقابل الدعم المالي السخي أم مع إنهاء هذه الممارسة؟