سياسة واقتصاد

أبدا لن أساعد على "مقاطعة" حليب البقرة الضاحكة الذي تشتريه "سنطرال" بأقل من ثمن لتر ماء "سيدي علي"

إدريس شكري

أبدا لن أساعد  أن يبقى حليب "سنطرال" معروضا على الرفوف عند البقال أو في المساحات التجارية الكبرى  إلى أن ينتهي تاريخ صلاحية استهلاكه، لأنني أخاف أن أُحشر مع زمرة "الخائنين، و لأن المغاربة " بغاو الحليب صباح مساء" إلا الذين اختاروا أن يخونوا طوعا بترك الأبقار الضاحكة في حظائر الفلاحين.

أبدا لن أقترف جريمة خيانة الوطن، بل سأشرب الحليب من ضروع الأبقار التي تبكي في الخظائر، لأن ما تجود به من حليب تشتريه "سنطرال" بأقل من ثمن لتر ماء "سيدي علي".

أبدا لن أترك قنينة "سيدي علي" تحت الشمس الحارقة، تتسرب من البلاستيك إلى مائها المعدني كل المواد التي حذرت منها دراسات علمية، أما القنينات الزجاجية فإني لا أخاف عليها لأنها محفوظة بعناية في الفنادق الكبرى وعند علية القوم، التي تكره المواد السامة التي يطلقها البلاستيك في أجسام أبناء الشعب.

لن أترك  بنزين وكازوال إفريقيا عرضة للتمدد والتقلص والتبخر في خزاناته، سأزود سيارتي بالوقود الضروري، و أجوب البوادي لأقف على "صحة" الأبقار بعدما "حكّن"الحليب في ضروعها وأصبح يشكل خطرا على العجول.

لن أردد مع غلاة المقاطعين:

مقاطعون بلا عنوان
مقاطعون في أيّ مكان

لأنني أخشى أن يجف حلقي، و أضطر إلى شراء قنينة "سيدي علي" فيحاصرني المقاطعون، فتسقط قنينتي على الأرض، ولا أجد سبيلا لالتقاطها لأضرب المقاطعين.

لأني أريد أن أبقى حرا حرا

أقاطع أو لا أقاطع

هذا حقي

لكن ليس من حق أي أحد أن يتهمني بالخيانة.