مجتمع وحوداث

من يريد إيقاظ الفتنة النائمة في جرادة لن يجني إلا لعنتها

سعد كمال

لا تزال جماعة العدل والإحسان تحلم بـ " القومة" المزعومة، مستعينة في أضغاث أحلامها بالنهج العدمي، وهما معا لا يؤمنان بالوطن، لذلك لا يترددان ومن أغووهم، في استغلال أي احتجاج سلمي من أجل الركوب عليه، و النفخ على نار الفتنة.

ما يحدث في جرادة و قبلها في الحسيمة، أكبر دليل على ذلك، رغم أن الجماعة تسارع إلى إصدار بلاغات تتبرأ فيها مما يحدث اتباعا لـ "التقية"، و رغم أنها دأبت على إدعاء أنها تجنح إلى السلم والحوار، فإن الوقائع ـ دائما ـ تكذبها.

ويكفي ما حدث الأربعاء في جرادة، حيث عمل قياديو العدل والإحسان في الشرق، مساندين من طرف عناصر عدمية في إذكاء المواجهات بين القوات العمومية، التي تدخلت في إطار القانون، من أجل فض اعتصام غير مرخص له، وهو ما أسفر على إصابات في صفوف الدرك والقوات المساعدة والأمن الوطني، وإحراق سيارات في ملك القوات العمومية، بكل بشاعة.

لقد أبدت الدولة المغربية تفهما كبيرا لمطالب سكان جرادة غب وفاة شقيقين في بئر عشوائي لاستخراج الفحم الحجري، و تم الاستماع إلى مطالبهم، نقطة نقطة، وتمت برمجة، عدة مشاريع من شأنها أن تخفف من حدة البطالة، و توفر للسكان العيش الكريم، كباقي المواطنين في مختلف أنحاء المملكة، لكن دخول العدل والإحسان والنهج على الخط أخرج الاحتجاجات عن مسارها، فكان لزاما أن تتدخل الحكومة لإرجاع الأمور إلى نصابها، وهو ما لم تنظر له الجماعة بعين الرضا، فاستغلت اعتصام الأربعاء، وأرادت أن تحوله إلى "عصيان".

ومهما تحاول العدل والإحسان التبرؤ مما وقع فإنها كل المعطيات والوقائع تؤكد تورطها حتى النخاغ.