فن وإعلام

قضية بوعشرين تعري حقيقة ما يقع في عدد من المقاولات الإعلامية: الترقي بالقوادة و المسؤولية بالدعارة

إدريس شكري

كشفت قضية توفيق بوعشرين عن الوجه الآخر لما يقع في عدد من المقاولات الإعلامية، التي يعتبر فيها التحرش الجنسي، عاديا، و لا يحتكم فيها إلى منطق الكفاءة في التدرج في مواقع المسؤولية، بل إلى أساليب أخرى غالبا ما تكون جنسية من دعارة وقوادة، وهو ما يجعل الأقلام الجيدة في الكتابة ( وليس في الأسرّة)، تتعرض للتضييق بإسم الخط التحريري تارة وباسم الإشهار تارة أخرى، أما الصحافيون الحقيقيون الذي يملكون فراسة تحقيق السبق، و نسج العلاقات بهدف الوصول إلى المعلومة، فمصيرهم التهميش بنفس المبررات السالفة الذكر، لان ما يهم بعض مدراء النشر أو رؤساء التحرير ـ للأسف الشديد ـ  ليس تأثيث الجريدة أو الموقع بالأخبار الجيدة، وإنما بالنساء الجميلات، اللواتي يمتلكن سطلة مطلقة مع مرور الوقت، حتى يصير المدير أو رئيس التحرير عبدا لهن، يأتمر بأموارهن.

في جريدة " أخبار اليوم" و موقع " اليوم 24" تعرض أكثر من صحفي و صحفية للإبعاد، لأنه لم يرق مزاج سيدة، وكان توفيق بوعشرين مالك مجموعة "ميديا 21" غالبا ما يبرر قرارته بمزاجها، هكذا يحكي من عاشوا التجربة...

إن هذه الفضيحة تقتضي إعادة النظر في العديد من الأمور في مقدمتها:

ـ الدعم العمومي المقدم للصحافة، الذي لا ينبغي أن يصرف إلا للمقاولات التي تحترم نفسها، وفق شروط واقعية  تراعي أوضاع الصحافيين لا بناء على أوراق و وثائق و تصاريح كاذبة أحيانا.

ـ بطاقة الصحافة، التي لا ينبغي أن يتحكم في تسليمها ملف إدراي يتضمن شهادة عمل و شهادة أجرة من طرف مقاولة، بل بناء على تجربة مهنية و مسار واضح المعالم ومردودية..