رأي

محمد الشوبي: هذا ما وقع لي في الحسيمة

تحية لشرطة الحسيمة
موقف محزن في شق وطريف في شق آخر وقع معي اليوم في سوق شعبي بالحسيمة ، لا يمكن أن يقع لممثل مغربي مدافع عن قضية النضال الإجتماعي للحسيمة وللريف قاطبة ،
خرجت من النزل الشعبي الذي أقطنه لأغير سروالا كنت قد إشتريته من بائع فقير ولطيف ، بحكم أنني لا أحتمل الباعة والفضاءات اللاشعبية ، وبعد أن غير لي البائع السروال وإقتنيت كذلك بعض الملابس الداخلية من باعة في السوق الشعبي دائما ، دخلت لمطعم بلدي وتناولت وجبتي المفضلة السردين والعدس وبعض البطاطا ” فريت ” وأكلت شيئا من الحلوى التي تباع على الناصية ، دخلت لأقتني مشروباتي الروحية ، وبعد أن خرجت متوجها إلى النزل مفتخرا أنني وسط أهلي في الريف ، حتى إرتمى علي شخص وحاول أخذ مقتنياتي من يدي ، واجهته في الأول لأنه باغثني من الخلف ، وكنت أعتقد أن شخصا يرغب بالمزاح معي ، أنا من يمر كل يوم من نفس المكان وألتقي الناس يرحبون بي ويأخذون صورا معي ، لكن الشخص ذا البنية القوية وما بين الستة والعشرين والثمانية والعشرون عاما كان لصا حقودا لاحظ أنني كهل في الخمسة والخمسينى عاما وأحمل مشروبات روحية ، وقرر إنتزاعها مني ، تمكن من أخذ مقتنياتي مني بعد أن سقطت على الأرض متشبثا بمقتنياتي وسقط فوقي كالكلب ، لكنه تمكن من الذهاب مهرولا قبل أن أنهض ، حز في نفسي أن السوق مليئ والرجال والنساء مجتمعون حولي وكنت أصيح ” راه شفار – شوفوه راه هربان راه شفار ” كررتها وأنا أتبعه ، وكانت ساحة الريف تردد في صوتها المكتوم صراخي ، ولا أحد سمع صوت ساحة الريف بالحسيمة ، للأسف توجه لي بعض من يركبون على المواقف عندما صرخت ” ماشي هو لي شفار ، راه مافيكمش الرجال ” قالوا ” الرجال كاينين ” كأنهم سيحاكمونني أنا من سرقت ” بضم السين” منه أشيائه ، وكانت شرارة الحقد تبدو عليهم ، تراجعت وتوجهت نحو دورية الأمن بساحة الريف ، وبدأ الإنصاف ،ووجهوني لوضع شكاية في دائرة الأمن ، وبعد أن توجهت إلى دائرة الأمن وجدت ترحيبا وتعاملا إنسانيا ، أخذوا أقوالي كما وصفتها لهم ، وماهي إلا عشر دقائق حتى أحضروا الجاني أمامي
هنا النكتة : جاء يحمل عكازا بليدا لا يمكنه أن يتحمل جثتة الضخمة ، لعله إستلفه من شخص يهش به على ذباب يهجم عليه ، أنكر بعدما أكدت للسيد الضابط وأنا في مواجهته أن هذا الشخص هو المعتدي علي ، كان رجال الشرطة بواقعيتهم وتقنياتهم يعرفون أنني لست كاذبا ، ويواجهونه بما نسب إليه ، خر ساجدا في الأخير وحكى الحادث كما رويته أمامهم ، والمفرح هنا أنه كان المنتج والمخرج للمسلسل الذي أصوره بالحسيمة السي محمد بوزgو قد حضر لمخفر الشرطة للمساندة ، والعناية الإلاهية هي ما جعل من المنتج أن يتصل بي في نفس الوقت الذي كنت فيه بمخفر الشرطة يستمعون لي ويستمعون للمعتدي وهو يطلب مني السماح ويحاول تقبيل يدي ورأسي ، رفضت ذلك والعبرات في عيني عن شباب فقد كرامته وإنسانيته وقلت له في آخر المواجهة ” أنت جبان وماشي راجل حيت روافا رجال مافيهمش الشفارة ، ونتمنى تولي راجل الله يسامح عليك واخا كرفصتيني ” فتنازلت له وذهب عند أمه وذهبت بجراح في ساعدي وركبتي وفي خدش صورتي أمام من سقطت أمامهم في ذلك السوق الشعبي