قضايا

خروج إعلامي أم خروج عن طاعة الوالد

إدريس شكري

لم تكن وئام المحرشي، بحاجة إلى خروج إعلامي، بعد أن أعلن والدها سي العربي، أنها اعتزلت السياسة، إلا إذا كانت تريد الخروج عن طاعة الأب، الذي أوصلها إلى قبة البرلمان، لعدة أسباب:

أولا: لأن شريط الفيديو الذي بثته موقع "هسبريس"، تحت الطلب، ألب عليها الرأي العام أكثر مما جلب لها التعاطف، ويكفي أن تعود لقراءة تعاليق التي تديّله.

ثانيا: أن كلامها لم يحمل رسالة سياسية، بقدر ما كان استعراضا لصالون فاخر بألوان زاهية.

ثالثا: أن ما قالته من كلام، هو تحصيل حاصل، وإعادة سيئة لما قاله والدها من قبل، وبالتالي كان من الأجدر أن يتكلم طرف واحد.

لقد كانت رسالة الأب واضحة، لأنه وضع ما تتعرض له ابنته في سياقه السياسي، أما رسالة البنت فكانت مرتبكة تحكمها فقط الرغبة في الظهور.

إنه  "استعراض" كانت في غنى عنه سواء حين كانت تحمل مظلتها تغادر البرلمان ( في فيديو آخر) أو حين كانت تتوسط الصالون.

في الاستعراض الأول ظهرت بلباس عصري، وفي الثاني بجلباب تقليدي، في إشارة إلى الجمع بين "الأصالة والمعاصرة".

رابعا: أن خطابها كان ضعيفا، رغم إصرارها على إظهار أن وصولها إلى قبة البرلمان جاء عن طريق  دائرة تشريعية محلية، لتبعد عن نفسها شبهة ريع اللائحة، و كان خطابا عاطفيا يتوجه إلى الناخبين بوزان، و بالتالي جاء الخروج الإعلامي للنائبة  البرلمانية غير مقنع، و يفتقر إلى الحبكة في الرسالة، و الحماس في التبليغ.

إنه تواصل من أجل التواصل ( وهذه إحدى وظائف اللغة) لا أقل ولا أكثر، تماما كمن يقول لمجالسه في مقهى: "الجو حار"... الكلام فقط من أجل الكلام.

وإذا كان من رسالة حملها هذا الخروج، ربما عن طاعة الأب، فهي هذا الخواء السياسي، الذي تعاني منه "نخبة" ( سياسية) جرفتها السيول إلى قبة البرلمان.