على باب الله

المحرشي، وئام و"البام"

المصطفى كنيت

القيادة التي يتهمها العربي المحرشي، باستهداف ابنته النائبة البرلمانية، وئام، هي نفسها التي تحتفظ لنفسها بـ "كافة الوسائل القانونية لردع أصحاب هذه السلوكيات المنافية للأخلاق والقانون".

ليست القيادة كلها، بل أطراف فيها، كما صرح والدها، العربي المحرشي في شريط فيديو بثه على صفحته على "الفايسبوك".

طبعا القيادي في جزب "البام" ضمن "كتيبة" تيار "المشروعية"، يعرف ما يقول، وحين قال "أطرافا" في حزب الأصالة والمعاصرة، فهو يعني بالضرورة تيار "المستقبل"، الذي انتصر في معركة "الأمانة العامة"،  في انتظار حسم معركة المجلس الوطني، بإزاحة كل عناصر التيار، الذي يشكل المحرشي أحد أضلع مثلثه بالإضافة إلى حكيم بنشماس و محمد الشيخ بيد الله، والذي يبدو أنه يخطط لتأسيس حزب جديد أو الالتحاق بحزب قديم، لأنه لا يمكن أن يواصل السير في نفس الطريق مع عبد اللطيف وهبي ( الأمين العام الجديد) الذي أزاح محمد أبو درار من رئاسة الفريق بقرار لمكتب سياسي لم يُنتخب بعد، أو كما سماه مكتب السياسي بـ "الصفة" علما أن الأعضاء بالصفة يلتحقون بهذا الجهاز بعد انتخابه، ولا يشرعون في ممارسة أية مهام قبل هذا الانتخاب.

لكن للبشر في السياسة شؤون، و لهم فيها إبداعات واجتهادات، و لا غرابة أن يستعمل الموقع الإلكتروني للحزب في تضامنه مع النائبة وئام المحرشي لفظة "ردع"، وهي لفظة مستوردة من القاموس "الحربي"، والتي تعني صد "العدو"، ومنعه من الهجوم، بالتالي لا علاقة لها بلغة القانون.

و يؤكد  اختيار كلمة "ردع" أن الذي صاع بلاغ التضامن، يعرف الذين يقودون هذا الهجوم، و هم ـ لا محالة ـ مندسين بين صفوف التيار ، لذلك سيردعهم حتى يتوقفوا عن هذا الهجوم.

و عندما اتهم العربي المحرشي أطرافا في "البام" و "البيجدي" بشن هذا الهجوم، فقد كان يومئ إلى التقارب بين الحزبين، ومغازلات عبد اللطيف وهبي لعبدالإله بنكيران و استعداده للتحالف مع سعد الدين العثماني، رغم أنه يعلم أن صقور الحزب وحمائمه أيضا ليسوا مستعدين لمد جسر رسمي للربط بين ضفتين متباعدتين، قد يكلف حزب "المصباح" الكثير من الخسائر الانتخابية، خاصة بعد أن تآكلت شعبيته على صخرة تدبير الشأن العام لولايتين حكوميتين، وقد تضفي على حزب "البام"، الذي زاغ عن الطريق الذي رسمه المؤسسون الأولون، بعض المصداقية.

طبعا حزب العدالة والتنمية لن يسمح لـ "البام" بالإستضاءة بنور المصباح، بعد أن دخل في ليل حالك أصبح فيه لا يميز بين الأباء والأبناء.