قضايا

اقتراف الفضاعة في زمن المحنة وتحويل لحظة حزن امة إلى "إحتفاء" بالحياة

عبد العزيز المنيعي

اقترف المدعو "عمر الراضي"، كبيرة الكبائر، في حق الوطن ورجالات الوطن، بعد أن نشر صورة ملتقطة لنشرة اخبار خاصة تم بثها يوم وفاة المغفور له الملك الحسن الثاني، يظهر فيها الصحافي مصطفى العلوي وهو يبكي أب الامة.
المدعو الذي لا يذكر، عوض أن ينشر صورة من ألبوم صوره، في إطار التحدي الفيسبوكي الداعي إلى نشر الإيجابية بين الناس وإغراق الفضاء الأزرق بصور تحمل دلالات الفرح والحياة، أقدم على نشر الصورة التي تؤرخ للحظة مؤلمة عاشها المغاربة.
وليست المرة الاولى التي يغرد فيها "المسخوط" خارج سرب الامة، بل هي جريرة تتكرر، فقد دأب على معاودة الإستفزاز كلما اوعزت له نفسه الامارة بالبشاعة ذلك.
ما لم يكن يتوقعه، هذا النكرة، هو أن تنهال عليه التعليقات من كل حدب وصوب، مستنكرة فعلته المقيتة.
مغاربة مستهم في عمق لحظة حزن حولها مراهق "حقوقي"، إلى لحظة حياة واحتفاء بالإيجابية، انتفضوا في وجهه وردوا عليه التحية بأحسن منها، وأكرموا وفادة تدوينته الرعناء، بما يليق بمقامها السفلي.
الفاهمون يعرفون أسباب النزول، منهم سفيان خيرات الذي نشر صورة عن التدوينة الفضيعة، وأرفقها بتعليق بليغ قال فيه "إذا صح ما كتبه عمر راضي الصحفي فهو يستحق كل الإدانة"، وأضاف خيرات موجها خطابه للراضي، "لن تحميك لا فرنسا و لا غيرها بل فقط وطنك من يحميك في زمن الأوبئة نتلاحم كشعب  و كأمة!".
بدوره الزميل عادل الزبيري فهم الإشارة، وعلق على تدوينة خيرات، قائلا "هناك هجوم فرنسي شرس ضد المغرب"، ولا نحتاج إلى القول أن الزميل صحافي يقرأ بين السطور ولا ينكفئ على فمه، لأنه أشار بشكل مباشر إلى مكمن الخلل.
هذا كلام العقلاء، فهل يستوعبه المراهقون في زمن تردي القناعات والمبادئ، زمن الركوب على ظهر اول مطية للنيل من الوطن والمواطن تحت لا فتة اختفاء "حقوق الإنسان" و"حرية التعبير"، التي صارت عملة بعد أن كانت مبادئ.
"الصحافي" الذي نرفع جميعا وزر إنتمائه لمهنة انجبت الشرفاء في مغرب الشرفاء، لا يتورع في أي لحظة من حياته في ضرب مصالح وطنه والجنوح إلى فئة تبيع كل شيء حتى الوجه والإسم والصفة والإنتماء.
لكن هذه لا يمكن السكوت عنها، ولا الدفاع عنها من طرف دعاة الحقوق، الذين "هبوا" في وقت سابق وكتبوا اللافتات، وطالبوا وإحتجوا بعد اعتقاله الأول... أظن بيضهم كله في قفة واحدة، وقد "زطم عليه" الراضي فحوله إلى "أومليط" بالحميضة..