فن وإعلام

إيقاعات "التانغو" تختتم الدورة الـ20 لمهرجان ربيع الموسيقى للصويرة

كفى بريس (و م ع)

 

 أسدل الستار، الأحد، على الدورة العشرين لمهرجان ربيع الموسيقى للصويرة، بتنظيم حفل موسيقي رائع على إيقاعات التانغو الراقصة، من تقديم مجموعة “Quinteto Respiro” العالمية.

وشكلت هذه الصبيحة الموسيقية، التي تميزت بحضور مستشار الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، ورئيس المجلس الجماعي للصويرة، طارق العثماني، وشخصيات أخرى من مختلف المجالات، محطة لاختتام النسخة الاستثنائية من هذه التظاهرة الفنية التي نحتت اسمها في لائحة المواعيد الثقافية بالمغرب، بحضور الآلاف من الشغوفين طيلة أربعة أيام من التقاسم الفني والإبداع غير المنقطع.

وهكذا، استمتع الجمهور الحاضر في فضاء “دار الصويري” الذي يكتسي رمزية كبرى، لمدة ساعة ونصف، بأنغام التانغو القوية، منغمسا في هالة من المشاعر حيث كل لحن يثير الذكرى وكل حركة راقصة تنقل المتفرجين إلى آفاق حسية واسعة.

ومع سيباستيان إنوسنتي على الباندونيون (نوع من آلات الأكورديون الشعبية بالأرجنتين)، وإيميلي أرديون-كوشيوليك على البيانو، وصابرينا كونيلو على الكمان، وفابيو لو كورتو على الكلارينيت، ودوريان مارسيل على الكمان الأجهر (الكونترباس)، قدمت الفرقة الخماسية أداء بارعا يبرز تألق كل موسيقي بموهبته الفريدة.

وأدى أعضاء الفرقة، بإتقان وجمالية، مؤلفات التانغو الشهيرة، بداية من كلاسيكيات الملحن الأرجنتيني أستور بيازولا إلى أعمال غوستافو بيتيلمان وجيه سي كوبيان، وهو ما أمتع الجمهور الذي تفاعل بالتصفيقات الحارة تعبيرا عن إعجابه الشديد بهذه المجموعة الموهوبة.

وأكد أزولاي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في ختام هذا الحفل، على الطابع الاستثنائي لهذه النسخة من المهرجان، مؤكدا أنها رسخت المكانة المتميزة لمدينة الصويرة ورفعتها إلى مصاف الكبار.

وفي هذا السياق، أبرز مستشار الملك الالتزام المستمر لمدينة الرياح في النهوض بتراثها الثقافي الاستثنائي، معتبرا أن هذه الدينامية يجسدها الاستثمار المستدام في جميع أشكال التعبير الفني والثقافي، المعترف بها عالميا.

وأشار  أزولاي إلى أنه “لدينا الجرأة للذهاب إلى أبعد الحدود كل سنة”، معربا عن اعتزازه بمغرب اليوم الذي يواصل جمع العالم كله حول تراثه الثقافي الرمزي.

وبعدما أبرز الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك محمد السادس للمبادرات الثقافية والفنية، أشاد السيد أزولاي بأهمية هذا الدعم الثابت الذي يحفز إشعاع الثقافة المغربية على المستوى الدولي.

من جانبه، أبرز طارق العثماني المكانة الرفيعة التي يتبوأها المهرجان ضمن المشهد الثقافي بالصويرة، مؤكدا على دوره المحوري في إغناء العرض الفني وتعزيز حيوية المدينة.

وقال، في تصريح مماثل، “عملنا على تنويع جمهورنا من خلال برمجة حفلات موسيقية في قلب المدينة العتيقة، بهدف تمكين أولئك الذين لا ينجذبون عادة إلى الموسيقى الكلاسيكية من التعرف على هذا النوع الموسيقي”.

وأعرب قائد مجموعة “Quinteto Respiro”، سيباستيان إينوسنتي، عن سعادته للتمكن مرة أخرى من تقاسم شغف التانغو مع الجمهور الاستثنائي لمهرجان ربيع الموسيقى للصويرة، معبرا عن امتنانه العميق للجمهور على دفء الترحيب والدعم المستمر.

من جهته، قال بيانو الفرقة، إميلي أرديون، “إن اختتام المهرجان بهذا النوع الموسيقي يشكل مصدر طاقة وإلهام لكل من استمتعوا بهذه النغمات الموسيقية الفريدة، من أجل إعدادهم للعودة خلال السنوات المقبلة في دورات مميزة”.

وستظل هذه الدورة، التي نظمتها جمعية الصويرة موكادور بشراكة مع مؤسسة تينور من أجل الثقافة، بفقراتها الفنية الرائعة التي ناهزت 15 حفلا موسيقيا، راسخة في الذاكرة باعتبارها تظاهرة ثقافية راقية احتفت بغنى وتنوع الموسيقى الكلاسيكية، في جو من الحميمية والانفتاح الذي تتسم به مدينة الصويرة.